نأتي لبيتين قمة في الروعة ’’ لنرى وصف حزنها ’ لنستشعر تساقط الدمع من عينها على الوجنتين ’’ فأنت تشبه سقوط الدمع من عينيها كالسحاب التي فاضت فسالت الدمع وما أروع تقريب تلك الصورة بشكل المطر الهطال من سحاب ممتلئة ’ وهي تتساقط من أعلى لأسفل ’ متتابعة كثيرة مستمرة ’’ ولنتوقف هنا مع الآية القرآنية رقم 11 من سورة نوح قال تعالى : ((يرسل السماء عليكم مدرارا )) ’’ وهنا الإشارة لماء السماء المتساقط على هيئة أمطار ’’ روعة ’’ والمدرار هو الغيث الكثير بدليل تلك الدموع كثيرة جدا ’’ والحزن عميق جدا وقوي والمعنى قوي جدا ’’ والروعة القادة أشد تأثيرا تلك الدمعات المنسكبة كأنها ساقطة على صحراء خالية ’’ ليس بها أثر للحياة ’’ وكم راق لي هذا الوصف سأتوقف لأبين ما سر الجمال هنا ؟؟؟ وصف تساقط الدمع على الوجنات كالصحراء ’’ الصحراء تتميز برمال ناعمة ’’ فنرى هنا صفاء البشرة ونعومتها ’’ كما نرى الحياة الخالية من الحياة ’’ وكأن وجهها من الدمع قد بات في حال من سلبت منه حياته فأردته كالميت وهو حي ’’ شاحبة من الحزن روعة بل قمة الروعة ’’ ولنرى باقي أجزاء الصورة الرائعة ’’ شبهت عينيها الغيمة والسحابة وهي التي تهل بعدد يومي (( ثلاثة أيام )) متواصلة متتالية في هدوء ’’ تلك حبيبتك التي تتميز بصدق مشاعرها ’’ بطهرها وعفتها ’’ تلك صاحبة المشية الرقيقة التي تدل على تأنيها واكتمال ملامح أنثوية بها (( على هونه )) ’’ ثلاث أيام في العدد والمعدود الثلاثة تخالف معدودها كنحو فنقول ثلاثة أيام ’’ ولنعود للمعنى من جديد تلك الصورة الممتزجة ببيئة صحراوية ’’ بين رسم الصحراء والأمطار المنسكبة من السحاب قمة قمة في الروعة جدا راق لي أحسنت ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
((كما الهمال مدرار)) : تشبيه ’’ شبهت دمعها كالماء المتساقط من السحب على الأرض ’’ (( تشبيه بسقوط الأمطار )) ’’
(( تحدر )) : تسقط من مكان عالي ’ وهنا جميلة الصور بتقريب صورة السحب التي تسقط الأمطار من أعلى ’’ أجد اتساع صفحة الوجه كجمال بالملامح ’’
((على جرد الفيافي من مزونه )) : استعارة ’ شبهت وجهها كالصحراء الخالية من الحياة ’ الغرض منها بيان جمال البشرة الصافية والناعمة ’ وكناية في ذات الوقت عن الشحوب والتعب ’’
((مزونه تهاما )) : كناية عن انسكاب الدمع بمها وتواصل متتالي دليل على الحزن
(( صدوق ومدلهم )) : كناية عن صفات الصدق والطهر والعفة
(( يمشي بهونه )) : كناية عن رقة الأنثى في خطاويها بالتأني والرزانة في السير ’’