ختام الأبيات عصارة حزن ’’ من ألم الفراق لا الهجر ’’ فالفراق جاء إجباري لا اختياري لذلك الهجر لم يرد هنا ’’ فكم هو عذاب القلب ’’ ذلك القلب هو مصدر ذلك الحب ومنبعه ’’ ذلك القلب هو مصدر السعادة عندما يغذي الحب بالوصل ’ وهو نفسه مصدر العذاب والشقاء يعاني من ألم الحرمان ’’ وهنا السهر من نصيب من لم يظفر بالهوى ’’ فبات ساهرا ’’ غادر النوم أدراجه ’’ فالهم وعذابات الفراق سلبت راحة البال ’ فلم يعد للكرى مستقر ومحل ’’ واتخذت من جمر الغضى من تلك الشجرة المتوقدة للدلالة على طول فترة السهر ’’ تشكي حالك من فراق الغضي اللينة الناعمة ’’ فقد كان فراقها كطعنات مثخنة مصيبة بألم شديد ’’ طعنات نافذة مخترقة ’’ وكم هو الحنين قد فاق قدرتك على التحمل ’’ لهذا أضناك السهر ’’ ومن ثم توجه الكلام لكافة الناس ممن يألفون اللغة فالعموم هنا بمخاطبة العالمين عن حالك فلم تعد تقوى على الكتمان ’’ فقد وصل بك الهم إلى حافة الجنون الذي نسبته للقلب مع أن الذي يجن هو العقل ’’ لكن لتبرز سلطان الحب فالقلب يأمر وينهي والقلب تبيع له روعة جدا قمة الروعة ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( قلبي من فراقه تعذب )) : استعرة ’ شبهت قلبك كالإنسان يتعذب ’ الغرض منها بيان الحزن العميق الواقع عليك من أثر الفراق ’’
(( يشكي للغضى )) : استعارة ’ شبهت جمر الغضى كأنه إنسان سامع للشكوى ’ الغرض منها بيان مكابدة السهر والهم ’’
(( قاسي طعونه )) : تشبيه ألم الفراق كطعنات نافذة لبيان ألمه ’’
(( عيني سهيره )) : كناية عن السهر والأرق ’’
(( يا عرب )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء (( يا )) ’ الغرض منه الشكوى لبيان عدم قدرتك على التحمل ’’
(( جنت جنونه )) : استعارة ’ شبهت القلب كالإنسان يجن ’ الغرض منها بيان تشتتك من دونها وضياعك كمجنون ليلى لو قاربنا مثلا ’’
القصيدة رائعة رائعة ونزيدها قمة الروعة
الجادل ’’’