الموضوع: لفافة موت
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-20-18, 09:28 PM   #1
شَغَف

الصورة الرمزية شَغَف

آخر زيارة »  05-02-24 (06:26 PM)
الهوايه »  الكتابه&القراءة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لفافة موت




وا أسفاهُ أضاعتني ، كانَت جميلةٌ بجمالِ نور بدرٍ في صفحةِ سماءٍ مُلبَّدةً بالسواد ، رشيقةُ القوامِ تُشاركني لحظاتي ، تُشاركني الهُموم
أين هي !
ربااهُ أين هي الآن ؟!
في يدِ مَن ؟ أتشاركه الفرح أم الغضب؟ السعادةُ أم الحزن؟ أتراهُ يعلم ما اقترفت بي من ذنبٍ لا يُغفَر ؟ ، أتُراهُ يَعلَم ؟.

لئيمةٌ أنتِ حد الترف...
أعلمتِ بعددِ ضحاياكِ الذي فاقَ عدد ضحايا الإرهاب بالملايينِ منهم؟ ، أكادُ أجزِمُ بأنكِ تعلمين ، ولكن قلبكِ المَحشو بالتبغِ يجعلكِ تنتشينَ فرحاً بذلك.

مازِلتُ أذكُرُ أوَّلَ موعدٍ غرامي جَمعنا ، كُنتُ أراكِ علامةً لعلو الشأن ، رأيتَكِ إكسسواراً جميلاً بارزاً للرجولةِ عندَ نجومِ السينما ، كُنتِ مُغريةً جداً بينَ يدي أصدقائي ، رفضتُكِ كَثيراً رُغمَ إلحاحَهُم الشديد علي بأن أُجرِّب ، حتى قررتُ ارتشافَ كربونَكِ للمرةِ الأولى في إحدى سنين مُراهقتي.

كانَ الوَقتُ صَباحاً ، إخوَتي وباقي أفراد عائلتي التي كثيراً ما كُنتُ أدعوهم بـ”الأنتر بول" كانوا لا يزالونَ نياماً ..
شَربتُكِ وشَربتُ شوائبكِ القاتلة ، شعورٌ جميلٌ حقاً ، سعادةٌ بَلغت بي حدودُ الأُفُق حينها ، شَعرتُ بالهيبة ، رأيتُني وسيماً وجوفي يحترق فيتباخَر دُخَّانهُ حولي على هيئةِ غيمٍ رمادي يزفِرَهُ صدري.
عجباً!!

أرأيتِ أحَداً ينتشي فرحاً لحرق نفسه ، نَعَم هذا أنا.
يا فاتِحةَ المَظهَر داكنةُ القَلب .. عَلِمتُ مُؤخراً برحلَةِ أبخرتِك ، كربونك وشوائبك بداخلي .. كانَ النيكوتين يَصِلُ دماغي ليُحرر ذلك الهرمون الذي لطالما بَثَّ بي شعوراً بالسعادة والمتعة ، قيل لي بأن اسمَهُ "هرمون السعادة" .. كم كانَ هرموناً لذيذاً حَسَن السلوك وكم كان نيكوتينَكِ مُفعماً بالضرر.
عندما كُنتُ أحاوِل الإبتعادَ عنكِ كُنتُ أفتقد لذلك الهرمون ، كُنتِ قد وَضعتِ قوانينَكِ عليه بأن لا يُفرَز إلا بإمرةٍ منكِ أنتِ ومن نيكوتينَكِ اللعين ، لذلك كُنتُ أرى الحياةَ گ مُسلسلٍ قديم من مسلسلات "ابيض واسود" بلا ألوان ، بلا شيءٍ يدعوا للفرح ، كل شيءٍ يدعو لغَضَبٍ وإحباطٍ وضَجَر لا حدود له.

كانَ كلُّ ذلكَ ماضياً بائساً قضتهُ أبخرتك بداخلي، أما اليوم..وبالوقت الذي قَتِمَت فيه رئتاي لتُضاهي جوفَكِ قتامة ، تنصَّلتُ مِن حُبِّك ، وفضَّلتُ رئتايَ عليكِ ، فضَّلتُ ألّا أُنقِص مِن عُمري المَزيد ، أن أحافِظ عمَّ تبقَّى لي من صحتي ، فضَّلتُ أن أُقلِع عن المُجاهرةِ بك ، فإنَّك ذنبٌ وإثمٌ عظيم انغمستُ بِه.

[من الأرشيف]
[عبق]