(( نار الهجير الرابعة )) :
أين اختفت ويجيبني قلبي الذي
لولاه ما كان الهوى أشقاني
ذهبت وراء الشمس يسبق ضوءها
ضوء النهار ويستضي الثقلان
في هذه المجموعة ’ أنا اعتبر البيت الثامن قمة قمة ’’ ورائعة ’’ مع إن الشكل الإجمالي للقصيدة كله يقع تحت إطار الروعة ’ لكن البيت الثامن كمعنى حالة منفردة وفريدة من نوعها ’ هنا تتساءل عن اختفاء محبوبتك ’’ وتنتظر الإجابة ممن اختار لك هذه الضائقة ’ تحدث القلب وكأنه جزء آخر منك ’ فتأتيك إجابته إجابة من اختار لك درب العناء والشقاء ’ فهو من أحبها بعاطفته ’ لذا تلقي عليه اللوم ’ وهو جزء منك أنت الكلي ’ هنا الروعة في القادم ’ يشبه من تهوى ومن أنت متيم بها بأنها (( مصدر الحياة )) ’’ فهي مصدر الضوء حتى للشمس نفسها ’ فالشمس هي من تستمد نورها من نور محبوبتك ’ قمة قمة في الروعة ’ لأنه من المعروف أن الشمس مصدر الضوء ’ فهي مصدر لحياة كوكب الأرض ’ وبوصف أن محبوبتك هي من تهب الشمس نورها أبدعت جدا ’ ومنها كل المخلوقات تستضيء لتحيى ’ والآن لأتوقف مع مفردة (( الثقلان )) طبعا هي تدل على الأنس والجن هما الثقلان ’’ ورد هذا اللفظ في سورة الرحمن في الآية (( 31 )) قال تعالى 
( سنفرغ لكم أيه الثقلان )) والمقصود هنا الأنس والجن ’’ لصور والأساليب والمحسنات :
(( أين اختفت )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : استفهام ( أين ) ’ الغرض منه الاستنكار
(( يجيبني قلبي )) : استعارة ’ شبهت القلب كالإنسان الذي يجيب ’ الغرض منها بيان إن قلبك هو بعاطفته من شغفك حبا بها ’’
(( الهوى أشقاني )) : استعارة ’ شبهت الهوى كإنسان يتعبك ’ الغرض منها بيان تعذبك من فراقها ’’
(( ذهبت وراء الشمس )) : كناية إنها مصدر ضوء الشمس ونورها ’’
(( يسبق ضوءها ضوء النهار )) : كناية إن ضوء النهار مصدره محبوبتك ’ والقرينة هنا (( قبل )) فظرف الزمان قبل للدلالة إن نورها هو من جاء أولا ’ ومن ثم نور النهار ’’
(( الثقلان )) : كناية عن الأنس والجن ’’
روعة روعة روعة ’’