الموضوع: لاَ والله ../
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-26-18, 05:33 PM   #1
نوميديا

الصورة الرمزية نوميديا

آخر زيارة »  04-13-24 (05:31 PM)
المكان »  قَسنطينة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي لاَ والله ../



يُغادرنا بعد أن أدَّينا مَا علينا ببَراعة وقد سَنَّ ربيعه فينا بقبضة قوية أضحك المارين خلسة ؛ و أرخىَ سواعدَ الجالسين حول موقد العقلانية وأجسادهم المُقشعرة من بَرد العشوائيات المقِيتة تستغيث .. لاَ جديد يستحق الذّكر كَالعادة ، هناك عين تبكي هذا الفضاء الذي كان راية لطفولة لَوّثتها شفاه الحمق بقبلة قاتلة ، هناك ألم لا يبارح الأجساد المنهكة حقًا ولا يفارق محياها الحزين ؛ هُنا أنا و هذا الخِضَاب الذي لا يفارق المهج ولا يستدير لعاصفة ولاَ ينحنيِ
يُغادرنا بكل غُرزةٍ أَحدثَها فِي أعماقنا وكل ما فيِنا عاشَ وطأة الحدث ، و أنَا التيِ ظَننتُ أنيِ بأخذي لجرعة مهدئة أستطيع تكسير ماتبقى من هموم جليدية المنشأ ..
لكِنني و بِمجردِ مغادرتيِ لَه كان يُحاصرني ويغدو قَفصُ صدريِ مسرحا لحرب لم أخضها إنما عاشت في دمي ، أتوسد أنينا حارقا وماكانت تلك الجرعة إلا مسألة توقيت زمني يتلاشى بكبسة زر

حَدِّثوه أنني لَم أنسَ أول مرة ثرثرت فيها أمامَ حضرتهِ دون انتباه من شجعِ عينيه ، وَأنني كشفت نقاب الوقت على لحظاتٍ تساقطت عند قدميه وماكانت تلتقطها يدي لولاَ نبضٌ خالجني ؛ هلمي يا أنتِ وانهمري على الصمت بخشخشة ورق تصَدّعَ مُنتظِراً خَلاصا مُلتهبَ الهَوامش
حَدثوه أنه مهما رقصَت ريشته بِعنجهيةِ الشرقِ كلها على ناصع الأرق و تَسلّحَ بِدواة الفكر والحبر والسطر والجبر فقد سبَقتُهُ إلىَ مقام تَكسوه ألفيةٌ من فَخر بحزنٍ أنيق ؛ حدثوه و لقِنوهُ لأنه ، هو كان لهذا الرمشِ ألف كحلٍ ولهذا الوجه ِ ألف زينة توحدت فيها لآلئ العمر ابتهاجا ، تحرضنيِ عليه و فيه كلُ الأماكن الخالية ياقرةً لم تَهنىء بها عيني بإغفاءة كالشعفة بين أوراق مُبللّةٍ بشيء من سبات و تنزلني منازل غريقةُ طَرفٍ هامسها الفقدُ بشعلة آتت حَرقهاَ
لما المغادرة وَ في قربك ألف عيد ؛ وفي جحودكَ الفَذ سامَرني الحزن وأسجف ليلي بأسئلة خُيِّل لي من قَسوتهاَ أنها ذاتي عندما تغتالها فرحة رماد وَ تمعنُ في جَلديِ علانيةً ، أدغَمتني متشابهات الحكايا فاسترسلت من وراء انعطافي مثل المدعوج يختلس من كيسِ المُكابرة الصبر ثم الصبر ..؛
وَ حتى لا يتهمني فيك جور الساعات أَيقنت أن العتب فيكَ حجة دامغة !! فَكففت دمعي كما عَلَّمتني الصباحات لِأزف أناشيدي ملونة كلما خانها الشوق بكلمة ، أَستعيرُ من قوس قزح حُلة و يدا شفيفة .. !!
هكذاَ خَلّفتنيِ من بعدكَ وردةً ناصِعهاَ مستميت و حمرتها تحيي ما نضب من الوريد لاَهية فُصولها إلا عن مُزنكَ



قبلَ الرَّحيل
كُنا معا ، حديثنا كان رهن إشارة حواريِ قَسنطينة و أزّقتهاَ
كان للحلمِ متسع وفضاء حتى سقوطه أسفل منَّا ماكان ليقتله
أو ليصبح كَابوسًا
تمنينا كِلينا .. ؛ وَ كانت أمنيتي أن نكون معا دون تورم َحاجة
وكانت أمنيتك َ وددت لو أحفظكِ في بؤبؤ عيني فلا يراك غيريِ
وددت لو أحفظكِ في قلبي وشماً أبديا فأفديك بعمري

مرتاحة سَأكون حينَ أموت وقلبي لم يشاركني فيه غيرك
مرتاحة أموت وكلي لكَ
تَذكرتكَ يا جُودَ القلبِ
وأبكيتني مرة أخرى وفي معصمي لؤلؤة الحاجة إليكَ
فهل تجود الذكرى شهقة أخرى أشعر ببرودتها
على مرقدكَ ؟

يَا صخبي يامن تعَّجَل كينونة البعد الحزين
اجعلنيِ أصمت انتباها
اجعلني أفقه حال المنفى بين أصابعي ارتجالا
اجعلني أنفَك من رمد الحزن وأبهة انهياري المنتحر
اجعلني أضم شتاتي على يديكَ ولا تستغرب مناحة الأيام عند رأسي
ومدني عالقة بهيبة وسامتكَ في الصور


؛؛ لاَ والله ؛؛

ما كانت حاجتيِ لكَ ثرثرة الغائب في لجج عاتية يذكرها إرثكَ ليِ وهذهِ الغانية الشحيحة كالدعابة تلمس رأس الحكمة بشتاء متعثر تجعل منازلي آهلة بالغيم وطيفك قدر محفوف بالنبضِ




هون عليك ياقلب وَ لا تلم مجهولا صافح طِيبتكَ بإسم أنت له عاشق
اسأله فقط كيف تَمكّنتَ منه .. ؟!!
وهانَ عليكَ .. ؟!!







ومع كل ذلك لعل القادم يكون مبشرا بالخير وفيه نستطيع تجاوز الحدود الحمراء للحزن والشتات ..

يكَاد مَلمح الأرض ينفطر ونَسأل الله تعَالى خيرا





ن/ب