08-16-18, 04:41 PM
|
#115 |
| | 
" نَصٌّ عالِق "
.
.
همس لي وهو يستند على جدار قلبي :
- أنت تستوحشي من نفسك !
ما كنت أعرفه جيداً ، أنها لم تكن همسة ، كانت صرخة قوية جداً ، حطمت ذلك الجدار الذي يستند عليه ، ودلفَت إلى أعمق نقطة في القلب ، إلى تلك النقطة الشيطانية السوداء .
لكنها لم تكن نقطة ، كانت كل قلبي .
الجدار وحده كان ما تبقى منه !
وهو المستند الآخير على ذلك العضو العجيب ، الذي نسميه : القلب .
.
ذلك الجدار ، كان مبنياً من حديثنا سوياً .
كان أساسه متيناً ، كانت تلك الضحكات الصادقة بيننا هي الأسس الأمتن للجدار .
وكل اللحظات السعيدة كانت تتشكل كطوبة صلبة ، وتذهب إلى مكانها المُعّد لها .
.
كنت سعيداً قبل تلك الصرخة ، كنت أنظر لهذه الأيام القادمة ، برقّة شديدة .
أما الآن ، وبعد أن حطم الجدار .
وبقيَت أطلالهُ صارخةً هي الأخرى ، تنادي وتنوح كرهت تلك الصرخة .
او الهمسة .
او الحقيقة .
.
كان التكرار والإصرار على هذا سيئاً .
كأن تكون هناك أكثر من شمس في سمائنا .
او أن يكون للوردة أكثر من ساق - ولا أعرف كيف سيستطيع أحدهم تقديمها لمن يحب حينها - .
كان قلبي يستند على ما تبقى منه .
لم يكن التكرار مفيداً .
كان مخلخلاً لأسس الجدار ، معيداً الحقيقة على السطح .
كان يطفوا كزنبقة ماء ، حتى قفز عليه ضفدع الصرخة الضخم .
فغرقوا سوياً .
قلبي ، وما تبقى من حديثنا .
.
.
في وقتٍ مضى.. |
|
|
 |