عرض مشاركة واحدة
قديم 08-19-18, 01:07 AM   #1
عادل المومني

الصورة الرمزية عادل المومني

آخر زيارة »  03-14-24 (10:36 PM)
الهوايه »  لا اهتم بنشرها .

 الأوسمة و جوائز

افتراضي حوار على الجدار ...



في هذا الكون يا صديقي عليك الإنتباه للتفاصيل ...
أنظر أقرب من الشكل الهيكلي الكبير ...

أتعلم من هم الأبطال الحقيقيون ...!؟
إنهم الموتى الذين قتلوا دون أن تزعج رفاتهم أحد , الذين ذهبوا قبل أن يودعوا أمهاتهم ولم يحققوا أحلامهم ... القابعون في سجون الدولة هؤلاء الذي وصموا تحت قيد " سجين سياسي "

ولا ننسى الذين لا يعرفهم أحد , لا يسندهم أحد , وحيدون هم أصلا , عندما يغيبوا لا يشعر بغيابهم أحد , ثم يبقون بجانب حائط المعتقل تتأوه ذرات الأكسجين من حوله وهو شارد العقل ...


إن الأبطال الحقيقيون هم السجناء , هؤلاء الذين تفوح منهم رائحة الحرية , ولا يعلم بهم أحد ولا يسندهم أحد .....
هؤلاء الذين تتأوه جدرانهم والناس نيام ...
بوجهة نظري البائسة , أسمي هذا العصر بعصر الظلم , رغم أنه لا يختلف كثيراً عن عصر الظلمة وعصور الملاحم والعجائب والدماء , ولكنني لا أقاسي وأتجرع كل آهات التاريخ التي تتشبث بي كلما انتقلت من ورقة لأخرى , ولكن بما أنني أعيش في هذا العصر فإنني أسميه كما أشاء , فالسرقة باتت لا تطاق , السرقة المجردة , السرقة الروحية , سرقة العقل والحرية والفطرة والوجدان , كل شيء يسرق , ...

وفقاً لبعض النظريات الفلسفية فإنها تبدو لي أكثر صدقاً من حقيقة دوران الأرض , " تاريخ شخص واحد هو تاريخ البشرية جمعاء " فرعون لم يمت , إن فرعون فكرة , رمز مجرد , حالة رمزية , كاليغولا وفرعون و هولاكو و أتيلا مجرد اسم , أما جوهره فهو متنقل في كل العصور إلى الأبد ...
حتى وإن لم ينطقها ابن العصر الذي يجلس على العرش " إني ربكم الأعلى " ولكنه صاغها بطريقة أخرى لتدخل العقل وفقاً لمفاهيم العصر الحديث ...

أما الطبالون فهم جزء خاص في المعادلة , انهم ليسوا جهال العقل كما يقال , بل كثيرا منهم علماء واطباء ومفكرون , إنما هم فقدوا أمر عاطفي يتعلق بما وصفه فرويد " الأنا الأعلى الجزء الخاص بالضمير, ووفقاً لنصوص وفرضيات مختلفة نخص بها " حيونة الإنسان " ل العدوان " فإن هذا التشكيل يتم تجهيزة وفق ذكاء شديد الحدة تم تسخيره لأسوء الأعمال, يا الهي لو تم تسخيره للخير لكن العجب من الخيرات كل العجب .....

يخبرني صديقي أن هؤلاء البسطاء الذين يفعلون ما يملى عليهم من مرؤسيهم ما هم الا ضعفاء لا يوجد لهم عمل سوى الاستجابة سواء كان العمل خير أم شر , ..

أخبرته ما الثمن الذي سيدفعه هذا البسيط لو رفض الأمر ,؟
أجابني على الفور : سيسجن وسيبقى أفراد اسرته بلا معين ولا حفيظ ...

سألني وأنت ماذا تقول :
أما أنا : فإنني أتشرف بدخول السجن ولا أقوم بفعل ظالم لآخرين وأطفالي وزوجتي للبيت رب يحميه , أن أكون مظلوماً أشرف لي بأن أكون ظالم .....