الموضوع: شغف وركود
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-18, 10:04 PM   #1
شَغَف

الصورة الرمزية شَغَف

آخر زيارة »  05-07-24 (06:12 PM)
الهوايه »  الكتابه&القراءة
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي شغف وركود



يندَثِر شوقي للكُتُب وللقراءة كُلما أَكمَلتُ كتاباً أو رواية لم تَرُقني تماماً ، رواية ذاع صيتها لدَرَجة شوّقتني لها للغاية ، لكن صَدْمتي بعد إنهاءَها تَكاد تَكون كافية لِهَجري القراءة لشهورٍ قادمة ، ربما تَسلِبني الثقة بما أقرأ ! ، لا أَعلَم ، كل ما أُدرِكُه هو أن هذا النوع من الكُتُب يُطفئ ذلك الشَغَف بداخلي لِمُدة قد تطول ، وقد تَقصُر أيضاً ! .

لقد كانت "امرأة سيئة جداً" ! ! ، سيئة رديئة مُريعة بكُل ما تَحمِلُه الكَلِمة من معنى ، لكن قهقَهَتي عَلَت ما أن قالت لي ذات مرة : "ليتني امرأةٌ عادية" ، ذلكَ لأنني كُنتُ أراها أَقَل من عاديَّة ، لم تبلُغ ذكاء اينشتاين مثلاً ، ولم تُنجِز ما أنجزهُ كرستوفر كولومبس أيضاً ، كانت أَقَل من ان توصف بعادية .

و عاتَبَتْهُ ذاتَ حُزنٍ قائلةً: "أحببتُكَ أكثَر مما ينبغي" وأحببتني أَقَل مما أَستَحِق ! ، عندها اعتَذَر لَها اعتذاراً لم تَملِك أمامهُ إلا الإستكانة حين قال لها: "فلتَغفِري" ، فَغَفَرَت للمرة المائة بعد الألف ! .

الهنوف الجاسر ، أثير عبدالله النشمي ، واللاتي يملِكونَ من الأُسلوب ما يَذوبُ لَهُ كُلُّ قَلب ، ومن الإحساس ما يَصِلنا نحنُ مِعشَر القُرّاء كامِلاً مُكَمَّلاً ، لم يعملا على توظيف إبداعَهُما توظيفاً جذاباً يَحمِل الإبداع والفِكرَة معاً ، كان التَركيزُ بمُجمَلِه مُندَفِق تِجاه جانِبٍ واحد دون غيره ، ألا وهو "الأُسلوب" ، لكن السُؤال هُنا: هل يَلبَس الثوب الحَسَن النظيف من كانَ جِسمَهُ مُمرّغاً بالوَحل ؟ ! ، لذلك أقول: رِفقاً بنا نحنُ معشر القُراء ، والذين لا يميلون لذلك النوع من الروايات والذي أَصِفهُ غالباً بالخاوي ، ذلك لأن لا فِكرَة تحمِلها سطور تلك الرواية ، والتي أَبحَث بها گ التائه عن ديارِه عن أي فكرة قد تكون فاتتني بأَحَد تلك السطور الكثيرة فلا أجِد ! .

وبَعيداً عن المرأة السيئة وتَحَسُّرها على نفسِها لكونها عُملةً نادرة بهذا العالم المُتشابِه ، يوجَد هُناكَ مايَعَد من أَندَر العُملات بالفِعل ! .

فَقَد وَقَعتُ بغرام ذلك "الرهينة" الذي ما أن رأى "طائر الشؤم" حتى صَعَد سفينته التي صَنَعها من "ألواح ودُسر" قام هو بنفسه بتجميعها ! .

فزيد مُطيع دماج هُنا يُبدِع أُسلوباً ومَضموناً ، كما فَعَل ذلك كُلاً من فرانسيس دينق وأحمد خيري العُمَري ، والذين كانَ لَهُم كل الفَضْل بتَمَسُّكي بعالم الكُتُب والروايات ،
وأسأل نفسي: ماذا كُنتُ فاعِلة لو أن كل الكُتّاب "أحلام مستغنامي" ؟! .

[عبق]