عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-18, 12:19 AM   #31
بهنس ~

الصورة الرمزية بهنس ~
أندلُسي الهوى

آخر زيارة »  01-21-23 (10:27 PM)
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





كان حزيناً ..باسماً! منحه الله × العفاف والغنى" ليمنحَ قلبَه المحزون ابتهاجاً ؛ ذلكَ القلب الذي ما فيهِ مثقالُ ذرة من ضغينة !

غآبَ عن أبواه وأمهُ طفلاً ، و تركاه لعمه في متاع من الدنيا الكل منشغل !

وبعدما كبر رجع لإخوته ف وجدهم لهُ قاطعين كأن لم يُشركه الله معهم في مستقر و مستودع!
فلا يجمعهم به إلا اسم النسب ،
و أما هو .. فأحبّهم على أشد ما يحب أخ صغير إخوته الكبار!
و أمطرَ ما ملكه و ما لم يملكه عليهم من نوافل المعروف و النعم!
وَ لقد كان بهم برّا و كانوا له جاحدين ، و كانَ لا ينقطع عن صلتهم و هم لرحمه قاطعون!
كانت أمنيّته أن يعيش كأفقر أهل الأرض في بيت يجتمع فيه الشمل أباً و أماً و إخوة مترابطين حبّا و رحمة ، ضاحكين رضى و شكراً!
لكنّ هذه لم تعط له ، فكانت مريجاً و مهجته .. كمداً و حزناً ، و أسى قاتلاً!
لم تعد تتحمل النفس كلّ هذا الشتات ،
فانصرف إلى اشغاله عل ّ شيئاً ما يشغله .

وذات مساء ، خرج من محله الذي يقتات منه ، فما أسرعَ أنْ هوى جاحظ العينين و قد ازرقّ جسمه!!

فما وجد نفسه الا وهو فوق السرير الأبيض ، و بصوت ضعيف :

" الحمدلله ، لكن لا يعلمنّ أحد بهذه الحادثة"

مكث هنالك تحت المراقبة الطبية طويلاً و مناعته تنهدم يوماً إثرْ يوم ، حتى عجز عنِ الحراك إلا مدفوعاً على كرسي متحرك!
كان يصر على أن لا يعلم أحد اخوتهِ بهذا ل حاجة في نفس يعقوب .. لربما عرفوا وعندها لن يزوروه فيتألم أكثر
و كان أن تغيّب عن زيارتهم ، فافتقدوه ذات يوم ،
و الظن كلّه أنهم ما افتقدوه لذاته ، بل ل حاجة من حوائج الدنيا !
قال أكبر إخوانه " لقريب لقد نسينا صديقك ، هذا صنيع المتكبرين قبل أن ينال أحدهم رتبة!"
جاءهُ الردُّ كالقنبلة المنفجرة :
" لا و الله ، و ليس الكبرُ طبعه ، لكنه تعرّض لأزمة صحيّة" ، وهو راقد في المشفىَ
ردّ الأوّل ببرود " ذلكَ لإرهاقه نفسه مابين هذا العمل وذاك ، ما منْ بأس ،
فهو كالجمل و سيتعافى ، فقط قلْ له إذا خرج أن يزروني اريد منهُ شيئاً هاماً وايضاً لأطمئنّ عليه!!"

ساعتها ، و ساعتها فقط ؛ عاد واضحاً لمَ طلبَ منه وقتها ألا يخبر إخوته ، أرادَ أن يرحم نفسَه الضعيفة في غمرة آلامه بالعزاء إذْ أنّ أهله لا يعرفون ، كأنما ليدفع عن نفسه الفناء قَهْراً!

هكذا كان سابق علمه أنّهم إنْ عرفوا .. ما سألوا!

أكذلك يفعل المال؟!

تبّا للدنيا !

فبعض الاشياء تعلمنا ان نغير من نفوسنا وأن نصبح أكثر أفتراساً ف إن لم تكن قوياً دهسكَ الأقويا ..


 

رد مع اقتباس