••
الجزء الثاني ••🥀
كنتُ خارجةً من الجامعة في الساعةِ الرابعة عصراً ، و لأول مرة لا أشعر بالإجهاد !.. و لا أحمل هماً لعملِ المساء !
و كأني أملك الوقتَ كله .. رغم ذلك ، حاولتُ الإسراع للعودة إلى سكني قبل أن تتجاوز الساعة الرابعة و النصف ..
فتحت باب غرفتي .. و وضعت كتبي و حقيبتي على طاولتي ، ثم غادرتُ إلى المطبخ لأصنعَ كوب قهوةٍ أدفئ به جوفي ..
قبل أن يغلي الماء ، عدتُ إلى غرفتي .. و وقفتُ عند طاولتي و التقطت تلك البطاقة التي أعطانيها الطبيب ( أدوارد ) .. و حملقتُ في رقم هاتفه الشخصي ، ثم إلى رقم هاتف العيادة ..
قد اتخذتُ قراري و لكن ، أشعر بالتردد !
سيتغير كل شيء !.. ستتغير حياتي إلى الأبد بعد أن أجري هذه المكالمة ، سأكون .... ثرية !
سأنعم بالحياة دونَ حاجةٍ للكفاح ، دون الكثير من الشقاء .. لا شيء أجمل من ذلك !
أخذتُ نفساً و جلستُ على فراشي ، أمسكت بهاتفي و طلبت رقمه ..
بدأ الرنين ، و بدأت دقات قلبي تنتفض !..
بعدَ ثوانٍ قليلة جاءني صوته :
- ألو !..
قلتُ و الربكة تغلبني ..:
- مرحباً ، دكتور ( إدوارد ) ؟
- نعم !..
قلتُ محاولةً التعريف بنفسي :
- أنا ( كريستينا ) .. الفتاة التي تحدثتَ معها عند المطعم .
أجاب و قد لطفَ صوته :
- كنتُ أنتظركِ .
ابتسمت .. ثم قلت :
- أرجو أني لم أطل عليك !؟
- لا يهم ، أخبريني فقط .. هل تتزوجيني ؟
ضحكت من تعجله ، و قلت :
- نعم ، سأتزوج بك .
- شكراً يا ( كريستي ) ، ممتنٌ حقاً .. سأعود لمهاتفتك في وقتٍ لاحق ، لدي عملٌ الآن .. أو أنه يمكنني رؤيتكِ في عملك هذا المساء ؟
أجبته باستغراب :
- هل تريد مني العودة إلى العمل في المطعم ؟.. سأعود لأبلغهم عدم رغبتي في العمل .
أصدرَ ضحكةً قصيرة ، ثم قال :
- ذلكَ أفضل ، إلى اللقاء الآن .
- إلى اللقاء .
أغلقت الهاتف و السعادة تغمرني .. ثم نهضت لاستكملَ اعداد القهوة .. و حينَ اعددتها عدت لغرفتي .
انهمكت في واجباتي .. و لم أشعر بالوقت الذي مضى سريعاً !
حين انتهيت كانت الشمس قد غربت .. غالبني النعاس حينها ، فقررت أن آخذ حماماً دافئاً و الخلود للنوم ..
استحممت و انتهيت ، و عدت لغرفتي ارتجف ، نظرت للخارج من خلال النافذة فإذا بالسماء تنثر ثلجها .. ضممت ذراعي إلى صدري و مشيت إلى فراشي ، اندسستُ تحتَ الغطاء ، و ما إن غمرني الدفء حتى أغمضت عيناي ..
========
فتحتُ عيناي على رنين الهاتف ، و خطرَ ببالي ( إدوارد ) !.. فمددتُ يدي و التقطتُ هاتفي و جلستُ لأجيب :
- ألو ..
- مرحباً يا ( كريستي )
ابتسمتُ و أنا أجيبه :
- أهلاً بك .. هل أنهيتَ عملك ؟
- نعم ، هل تناولتي العشاء ؟
- لا .. ليسَ بعد ، كم الساعة الآن ؟
- إنها التاسعةَ و الربع .. كنتِ نائمة صحيح ؟
ضحكت بخجلٍ و قلت :
- صحيح ..
- أنا في طريقي إلى مكان عملك ، تعالي لنتناول العشاء .. و نتحدث .
قلتُ مفكرة :
- قد أتأخر !.. فالثلج يتساقط !
- سأنتظركِ على أي حال .
- حسناً .. سآتي فوراً .
=======
لم يكن الطريق مزدحماً و لا عالقاً من حسن الحظ ، و الثلج قد توقف عن التساقط .. فمضيتُ في طريقي بسرعةٍ و اطمئنان .
وصلت أخيراً .. دخلتُ إلى الداخل .. و فور دخولي التقت عيناي بعيني ( غلوريا ) .. فتوقفت و أنا أنظر إليها .. كذلكَ هي حدقت بي ، ثم اقتربت مني .. جاءت إليّ و وقفت قبالتي قائلة :
- حقاً ستتزوجينَ يا ( كريستينا ) ؟.. هل ستتركين العمل هنا ؟
-
- قلت بتعجب :
- من أخبركِ بذلك !؟
قالت و هي تلتفت :
- ذلكَ الرجل .. و قد أخبرَ المدير بذلك .
نظرتُ حيثُ تنظر .. فوجدتُ ( إدوارد ) .
ابتسمتُ حينَ رأيته .. بينما نظرت إليّ ( غلوريا ) و قالت بعينينٍ متسعتين :
- ويحكِ !.. ستتزوجينَ من ذاك العجوز ؟!
انزعجت من قولها ، و قلت و أنا أعقد حاجبي بعصبية :
- ليسَ عجوزاً ، أنظري إلى قامته المستقيمة .. إنه بصحةٍ أفضلَ مني و منكِ !
ضحكت ( غلوريا ) و قالت تسألني بسخرية :
- هل تحبينه ؟!
ضحكت و أجبتها :
- من يدري ، ربما أحبه !
- هنيئاً لكِ يا عزيزتي .
- شكراً ، بالإذن .
و مشيت إلى الطاولةِ التي كان يجلس عليها ( إدوارد ) .. و وقفت عنده لمصافحته قائلة :
- أهلاً ، هاقد جئت .
نظرَ إليّ مبتسماً و وقفَ لمعانقتي و هو يقول :
- أهلاً بزوجتي .
توردت وجنتي في بادئ الأمر .. ثم بادلته العناق .. بعدها طلبَ مني القعود على الكرسي المقابل لكرسيه .
جلست .. فقال و الابتسامة لا تزال تزين وجهه :
- لم تتأخري كثيراً ، لو كنت أعلم لانتظرتكِ قبل أن اختار العشاء .
- لا يهم .. كيفَ حالك ؟
- بخير ، ماذا عنكِ ؟
- جيدة ، و سعيدة ..
اتسعت ابتسامته و قال :
- ذلكَ يسرني ..
سرعان ما جاء طعام العشاء ، فبدأنا بتناوله .. و بينما نحن كذلك .. قال لي ( إدوارد ) :
- لقد أخذت إجازةً هذا الأسبوع ، سنبدأ من الغد .. حتى نبدأ مراسيم الزواج في أقرب وقتٍ ممكن ..
نظرتُ إلى عينيه ، و قلت :
- حسناً ، لما لا يكون الزواج بعد الشتاء ؟.. ستكون مراسيم الزفاف أجمل في الربيع .
رفعَ عينيه عن طبقه إلي .. ثم قال بعد أن انتهى من مضغ ما في فمه :
- بل سأعمل جاهداً لأن يكون هذا الأسبوع .. أريد الزواج في أقربِ وقتٍ ممكن .
لم أفهم سرّ رغبته الشديدة في استعجاله الزواج .. و ظللت أحدق في عينيه مفكره ، و لعله لاحظ شرودي !.. فتنهد و قال :
- لا أريد أن أفوتَ وقتاً أكثر .. هل تفهميني يا عزيزتي ؟
ابتسمت و قلت :
- حسناً .
بادلني الابتسامة .. و قال و هو يضع بعض قطعِ اللحم في طبقي :
- سيدهشكِ منزلي ، سأحاول أن أوفر كل ما يلزمكِ .. حتى تأتي و تستأنسي فقط ..
ثم نظر إليّ و قال :
- لا تحضري معكِ سوى كتب الجامعة ، و سآخذكِ غداً للتسوق .. خذي الثياب ، و كل ما يلزمكِ ، و لا تقصري في شيء !
ابتسمت و قلت :
- أنتَ شديد الكرم .
قال و هو يبتسم و يحدق في عيني :
- زوجتي تستحق ..