عرض مشاركة واحدة
قديم 10-24-18, 09:45 AM   #1
إحساس طفله

الصورة الرمزية إحساس طفله

آخر زيارة »  04-22-24 (09:24 AM)
المكان »  بِـ مملكتـي
الهوايه »  آلشِعـــــر ..
- يَآربَ أسآلكَ رآحَه تِستوطِن
- قلوبنآ بعرضِ سمَآئك .!,
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Pix320 لكل من دخل سن الأربعين



إذا كانت كل محطات العمر
التي تبدأ بالصفر تحمل معنى مؤثرا
فإن لسن الأربعين ميزة على كل تلك المحطات

فإذا كان سن العشرة يعني بداية التكليف

وسن العشرين يعني بداية الاستقلالية


وسن الثلاثين يعني وضوح الرؤية

وسن الخمسين السباق في تدارك ما فات

وسن الستين كمال الوعي

فإن سن الأربعين هو مزيج من عشرات الاشياء
فالأربعين هو السن الوحيد الذي خصه القرآن بدعاء مميز
قائلا سبحانه (حتى إذا بلغ اشده وبلغ أربعين سنة
قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي
وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه
واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين
)
فهو دعاء مؤثر يتضمن الشكر عما مضى
والدعاء للآتي، وإعلان الولاء لهذا الدين

في الأربعين يشعر الواحد منا وكأنه على قمة جبل
ينظر الى السفح الاول فيرى طفولته وشبابه
ويجد ان مذاقهما لا يزال في اعماقه
وينظر الى السفح الآخر
فيجد ما تبقى من مراحل عمره ويدرك كم هو قريب منها
إنه العمر الذي يكون الإنسان قادر فيه على ان يفهم
كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها

في الأربعين يبدأ الشيب إن لم يكن قد بدأ سابقا

ويبدأ كذلك ضعف البصر
فيقبل كل منا على نظارة القراءة
وتصبح جزء من محمولاته اليومية

وفي الأربعين نسمع لأول مرة
من ينادينا في الاماكن العامة "تفضل ياعمي
ليجد وجوهنا مستغربة للنداء الجديد
وفي الأربعين يلتفت لنا من هم في الستين
ليقولوا لنا: يابختكم مازلتم شباب، فيزداد إستغرابنا

في الاربعين تبدأ ازمة منتصف العمر
يبدأ السؤال القاسي بالظهور امام الانسان
ماذا انجزت في عملك؟ في اسرتك؟ في حياتك؟
في علاقتك مع ربك؟ انه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير
المشكلة ان الأيام مرت اسرع مما توقعنا
فاثناء طفولتنا كنا ننظر لمن في الأربعين
على انهم شبعوا من دنياهم
اما اليوم فنرى اننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لانفسنا
وأن السنوات تجري بنا
ولا تعطينا فرصة لكي نصنع ما نريد

في الأربعين
ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التي تحيط بنا
ننظر إلى والدينا فنشعر انهما كنز علينا أن نؤدي حقه
والى أبنائنا فنراهم قد غدوا كإخوان لنا ينتظرون صحبتنا
ننظر الى الأخوان والأصحاب
فنشعر بسرور غامر لوجودهم حولنا
كما ننظر الى تقصيرنا وأخطائنا
فنرى انها لا تليق بمن هو في الأربعين
يفترض الناس فيه الحكمة والتوازن

في الأربعين يبدأ الحصاد
نشعر حقيقة أننا كنا كمن كان يجري ويجري
واليوم بدأ يخفف من جريه
ويلتفت الى لوحة النتائج ليقرأ ملامحها الأولية
وهو يعلم ان النتائج النهائية لم تحسم بعد
إلا ان التغيير بعد الأربعين ليس بسهولة ما قبلها

إن سن الأربعين هي سن النبوة
لانه السن الذي يبدأ بعده الانسان بنفع من حوله
فهل وعينا كل ذلك؟؟


تحية لكل من هم في الأربعين او تجاوزوها بقليل
او ما زالوا يحومون حولها
ونلقاكم في الخمسين والسبعين إن امدنا الله بالعمر


 
مواضيع : إحساس طفله