عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-18, 02:27 PM   #23
إحساس شاعر

الصورة الرمزية إحساس شاعر

آخر زيارة »  اليوم (12:56 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميلة الشرق مشاهدة المشاركة
مسائكم عطور

الأشخاص لا يتشابهون في الطباع وفي الأفعال وفي ردود الأفعال


ومعروض للنقاش عليكم فكرة "عندما تجد من يتقرب منك"



لو تقرب منك شخص هل تقرر جعله صديقك أم هناك معايير؟


وما هي الصفة التى لو وجدتها فيه تجعله صديقك فورا؟


وما الذي يفقدك الثقة في الصديق؟ ومتى تقرر أن تلغي الصداقة؟



يسعد الله مساءك ..

يتجلى في هذا الموضوع الشيق جانب التخوف والاحتراس من الصداقة ؛ ربما لما شاع عن الصداقة من مقولات وقصص تحكي واقعاً مخيفاً عن الصداقة ..
بينما الأصل أن تحمل الصداقة جانب الأمن والطمأنينة وأن يكون الصديق على أقل تقديراً عوناً للنفس وباباً للأنس . وروحاً للحياة الآمنة .

الحياة إذا خلت من الأصدقاء فهي شكلية جامدة آلية الحركة فقيرة الحس عديمة الشعور بالآخرين .
هذا إذا كنا نبحث عن الصديق الذي صدقك لا من صدّقك في حال الرضى وبهتك متى ما سخط ..

وعن تساؤلاتك التي تضمنها هذا الموضوع ففيها محاور وركائز مهمة ولو أنها تميل إلى الحذر وتوحي بصيرورة الصداقة إلى أفق الغموض والتخوف .

لو تقرب منك شخص هل تقرر جعله صديقك أم هناك معايير؟
الصداقة التي تبنى على قرار مسبق وخطة تنفيذية لمشروع الصداقة غالباً ما تكون مبنية على مصلحة . سوف تنتهي بقرار آخر عند نهاية مشروع المصلحة ..
وذلك لأن الصداقة تأتي من المرافقة والتعايش والمواقف المتبادلة والأفكار المتفاعلة بين شخصين فالتطرق إلى المواضيع والأفكار بين طرفين يوجد مشاركة فعلية في ذات الفكرة والموضوع كذلك المشاركة في الطريق أو في السفر وهذا يسفر عن بعض الطباع التي يحملها كل طرف فيكون هناك تلاؤم وانتماء تكون بذرة الصداقة التي تنمو وتتفرع غصونها وربما أثمرت بأكثر مما حسب له ..

بمعنى أن الصداقة بذرة تنمو وتتنامى لا قالب شكلي جاهز نسقطه في حياتنا على أشخاص ..

ما هي الصفة التى لو وجدتها فيه تجعله صديقك فورا؟
إضافة إلى ما سبق .. ليس ثمة صفة تلوح فتصطادها قناعاتنا لأن نقدم على الصداقة فوراً . ولعل أكثر ما غرر بالكثير وجعلهم في دوامة نقد الأصدقاء والصداقة هو التسرع في الحكم والبناء على ذلك صداقةً بنية الاستمرار بناء على صفة لاحت له . والانبهار بصفة في شخص ما والظن بأنها من لوازم طباعه ومن ثوابت صفاته ولم يجر اختبارها ولا امتحانها .. لا سيما أننا في زمن الادعاءات والفلاشات وصعوبة الاطلاع على الحقائق ..

ولكن متى ما تيقنت بأن الطرف الآخر يمتلك صفة الصدق و احترام الآخرين فإن هذا مدعاة إلى قبول مصاحبة هذا الشخص فكرياً و وواقعياً إن أشارت الظروف إلى ذلك .


ما الذي يفقدك الثقة في الصديق؟ ومتى تقرر أن تلغي الصداقة؟
هذا أهم محاور الموضوع : الصديق بناء متكامل داخلك يحتوي على كثير من ذكريات الحياة والمواقف الإيجابية إضافة إلى الآمال والطموحات والأمنيات ..
وهذا البناء له أساس قوي هو ( الثقة ) متى ما اختلت سقط البناء أو على أقل تقدير تشطبت حيطانه وتصدعت أركانه فإما إلى هدم أو إلى هجر هذا البناء للأبد والنظر إليه بأنه على أهبة السقوط في أي لحظة

وأعظم ما يخل بالثقة الكذب وذهاب الاحترام و الاستغفال ..

...

جميلة الشرق
اختيارك جميل بجمال حرفك وفكرك ..

كنت هنا وربما أعود ..

يعطيك العافية

تحيتي