الموضوع: عش ظالماَ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-18, 09:40 AM   #1
Picasso

الصورة الرمزية Picasso

آخر زيارة »  09-17-23 (01:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عش ظالماَ !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أَنت في عِلم الغيب..

لا يَعلم بقدومِك أحدٌ سوى علاّم الغيوب..

و عندِما تَقع مَشيئتُه سُبحانه وَ تَعالى ..

تَبدأ ضجّة ( إكتشافِك ) المُبهِجة ..
تُجسّدها كُل أَلوان الدّهشَة وَ الفرَح

في صُورة إِطارها صِدق العَاطِفَة وَ أسمى آيات الحُب..

،

وَ بعدَ رِحلَة ظُلماتُها ثلاث ..
تَخرج الى النّور رافضاً إيّاه ! ..

مُغمضاً.. عَابساً.. باكياً..

وبالرّغم مِن كُل تِلكَ الصّفات ( المنفّرة )..
إلاّ أن الكون بِأسرِه يُجمِع - في لحظَتِك التّاريخيّة تِلك - بأنّكَ مَلاك! ..

مُغلِقَ المُقلَتين .. وهم بِعيونهم هاَئمون بِك ..
مُقطّب الجَبين .. وهم بِجوارحهم مُبتسمون لِوجودك ..
تَصرخ فيهم باكياً..
وهم " بالزّغاريط " يَتمايلون مُنسَجمين مَعَ لحنِك الفَريد ! ..

،

تِلك المَظاهر المُتناقِضَة في شَكلها..
و ( المبرّرة ) في مَضمونِها..

تُثبت بأنّك ذو شأن!..
تُثبت بأنك جدير بذلك الاستقبال الحافل..
تثبت بأنّك - رُغم كل تَصرفاتِك العِدائيّة - تَستَحق الحُب ..
تَستَحق بأن يَكون عَطف الدّنيا بِرمّتها غامراً لِبراءَتك..
تَستَحق الهدايا الثّمان.. وكُل الحُب وَ الحنان..

وفي وَصف مُختصر دَقيق
تَستحق

(( السّعادة ))

،

وبَعد ذلك ..
وَبطبيعة الحال ..
يَستمر نَهر الزّمن بِالجريان ..
وأنتَ بين ضِفافه ..
تَكبر.. تَشِب.. تَنضج..
ثمّ تَشيخ..

وتَنتهي..
تَنتهي تِلكَ الرّحلة بِسرعة تُناقِض عدد السّنين و الأَحداث التي زَخِرت بها..

هيَ بدأت بِالكثير مِن الفرح..
وسَتنتهي بالكثير مِن الحُزن..

تلكَ سُنّة مفروضة لَن تتغير..

،

لكن بينَ الفرَح و الحزن..
بينَ البداية وَالنهاية..

كيفَ كانت علاقتُك مع (( السّعادة )) ..

كيف عِشت الطّفولة ؟
هل حَصلت على قِسط كافي مِن السّعادة في تِلك المَرحلة الوَفيرة بِـ الاّ مبالاة..

وفي المراهقة..
هَل كُنت مُغامراً سَعيداً بِطيشك ؟

وَعندما اكتمَلتَ شدّة و نضجاً..
هل تذوّقَت ( رجاحة عقلك ) ما يَكفي مِن طعمَ السّعادة ؟

وبعدَ أن شِخت واقتَرَبت قصّتُك مِن فَصلها الأَخير ..
هَل تمسّكتَ بِبقايا سعادة دُنياك الفَانية ؟


،


العمر فُرصة واحدة غَير قَابِلة للتّكرار ..

العمر هوَ هَذا اليوم..
هذِه اللّحظة..

فَلنَعِش بِسعادة ! ..

لِنجعَل ( التّفاؤُل ) في عُقولنا صوت..
لا يتوقّف صَداه..

دَعونا نَفرح أكثر.. نَبتسم أكثر..

دَعونا نَجعل الأَمل بأنّ "القادِم دائماً أَجمل"
هو دَيدنُنا..

نَجعل من الجُملة المقدّسة " انا عِند ظَن عَبدي بي.. إن خيراً فله.. وإن شراً فله "

نجعلها في حَياتنا ( إدمان ) لا نرجوا بُرأَه..

نُحافِظ على الصّلاة وَ الأذكار..
من الغَفلة و النّسيان..


نُحافظ على الأَبدان وَ الأَرواح..
من مُسببات الأَمراض .. ومِن نَزوات الشّيطان..

،

خاطِب ذاتك -سراً- أَمام المرآة..

قُل :

أَنا سَأكون معافاً.. سأكون ناجحاً.. سأكون غنياً..

قُلها بِثقة و إيمان بعد ان تُقرنها بِمشيئَة العزيز المنّان..

ستتحقق ! ..

ستَجد بأن كُل ما حولَك وَمن حَولك في هذِه الدّنيا قد سُخّروا لك..
سُخّروا لتحقيق مُرادك و اهدافِك و تَطلعاتك و أُمنياتك..

وهذا اختيارُك..
اختيار مَن انعمَ الله عليهم بِنعمة السّداد وَ الذّكاء ..

وإن اخترت الإِتجاه المُعاكس ..
ان اخترت أَن تكون ضِمنَ أَكوام الغَباء..

فعِش في الأَركان المُظلمة ..
قيّد نفسكَ خلف قُضبان التّشاؤم ..
اجلد ذاتك بِسياط الحزن ..
واقبع مَع الإحباط حتّى يأتيك اليَقين..

عش ظالماً لِنفسك..
فلَن يأبه لِظلمك أحد..

ولَن تَلتفت لكَ السّعادة..
فهي مشغولَة بِشغف السّعداء
بها ! ..


،