عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-18, 05:32 PM   #48
شطرنج

الصورة الرمزية شطرنج
العراب الأخير

آخر زيارة »  08-30-22 (07:04 PM)
المكان »  بين دفتي الحياة
الهوايه »  انا الذي يهوى لعب الشطرنج مع ملوك تتكلم

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد نعناع مشاهدة المشاركة
الحلقة السابعة

في قلب الوطن
كنا أبطالا يااماه ، في نظر قوات الامم المتحدة ، عاملونا واستقبلونا ، استقبال الملوك والرؤوساء ، بمراسم حراس الشرف ، لم يكن هناك سجادا أحمرا يااماه ، ولكن يكفيني المثل الذي يقول ( لاقيني ولاتطعميني ) .

هاهي الرايات مرتفعة ، والوقفة العسكرية للجنود بعدها لم تنتهي ، فنحن الآن يااماه ، في وسط الجنود ، وهم مصطفين على الجانبين ، وبالتحية العسكرية لأياديهم لنا رافعين .

بدأت الخطوات تتسارع لهفة للقاء ، ووصلت الى آخر جندي أممي ، وقد كان عمره من عمري تقريبا ، انه أشقر ووسيم ، وله عينان زرقاوان ، فقلت لنفسي : هل له أم مثلي تنتظره بفارغ الصبر .. ؟ وهل يستطيع أن يراها ..؟ وهل يشده الحنين الى وطنه كما يشدني أنا .. ؟ .

تركت آخر الجنود ورائي ، فأمرهم قائدهم بالانصراف الى شئونهم ، وابتعدنا عنهم ، ونحن نسير على الاقدام ، متجهين الى الذين ينتظروننا في الطرف الآخر من أحبتنا السوريين .

أنتظريني يااماه ..
فلم يتبقى الا أمتار قليلة ونلتقي ، لنطفئ شوق سنين الغياب .

فقد بدأت تتوضح ملامح وجوه السوريين الذين كانوا ينتظروننا ، فقد كان عدد المستقبلين عشرة تقريبا ، والاسرى عددهم عشرة ، فهرولت الخطوات عفويا وتلقائيا ، بدون ارادة منا ، حتى وصلنا اليهم وتعاركنا بالعناق والمصافحة والقبلات ، ومشينا باتجاه السيارات التي سوف نستقلها ، فقد كان هناك مسافة بيننا وبين وسائط النقل ، فتأبط بزراعي شاب من المستقبلين ، كان يرتدي بدلة عسكرية ، عليها بعض النجوم على كتفيه فسألته أين نحن الآن ..؟ فأجاب : أنت في قلب الوطن "فنبض قلبي" ، واضاف ، هذه الجولان ، وهذا هو جبل الشيخ ، وهذا المرصد لنا ، وذلك المرصد للعدو الاسرائيلي ، وسنسترجع هذه الاراضي في يوم ما ، ان شاء الله ، قال ذلك ونحن كنا قد وصلنا الى السيارات .

يتبع ..
ينحني الظلام عند اول مسبر ضوء
ويشرق الشعور حين اقسم عن ظهر قلب
ما جاء في تبيان اللهفة
على ارض ما زالت تحمل عبق الأولين
وعرق الكادحين
وصبوه الظافرين بها