عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-18, 05:35 PM   #57
محمد نعناع

الصورة الرمزية محمد نعناع

آخر زيارة »  01-27-24 (08:29 AM)
الهوايه »  القراءة والكتابة - التاريخ والسياسة والأدب وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة - الشطرنج

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النَّدَى مشاهدة المشاركة
توقعت ان يحصل هذا بعد الاستقبال الباهت
واتمنى ان لايكون حصل الاسوء

في انتظار باقي الاجزاء وبكل شوق
تحياتي لك اخي محمد نعناع

كنت قد نويت أن أنشر الحلقة العاشرة منذ لحظة ردي على تعليقك ، إلا أن بطاقة النت قد انتهت فجر هذا اليوم
وها هي الحلقة العاشرة التي تخيب تمنياتك :


الحلقة 10

في تلك المحطة ، التي توقف عندها الزمن ، جرى التحقيق معنا ، بتقديم نشرة معلومات تفصيلية ، عن اسمائنا واسماء اقربائنا ، وتم ذلك ، بأن دخل كل اسير الى ذلك المبنى ، والوقت يمضي .

ففي ذلك اليوم ، وفي تلك الساحة ، التي أمضينا فيها الساعات ، احسست فيها بالاهانة الكبرى للإنسانية ، وجرحت في صميم قلبي ..!!
فهؤلاء الفضوليين ، قبل أن يتعرفوا علينا ، كانوا يكيلون لنا الشتائم والسباب ، بكلمات كان الاسرائيليين ينعتونا بها ، لا بل كانت كلماتهم أقسى وأقذر من كلمات الاسرائيليين ، وعندما نعرفهم بأنفسنا ، ونقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى الاسرائيليين ، عندها يعتذرون عما بدر منهم من شتائم ونعوت .
اذن .. كان علينا أن نشهر "سلاح الاسر" بوجوههم وندافع عن كرامتنا ، عندما يأتينا الفضوليين ، بأن نعرفهم على أنفسنا
يالله ماهذا ..!؟
وماالذي يحصل ..!؟
وما هذه الاخطاء التي ترتكب بحقنا ..!؟
لماذا لم يقم المسؤولين بتعرفيهم علينا كي لا يشتمونا ..!؟
ماذا فعلنا حتى نعامل هذه المعاملة السيئة..!؟
ماذا فعلنا حتى نبقى بذلك القبر الجماعي ..!؟
ماذا فعلنا حتى نبقى جوعى ..!؟
ماذا فعلنا حتى نمنع عن الماء ..!؟
ماذا فعلنا حتى نمنع ، حتى من التبول ..!؟
وهل هذه الأفعال هي عملية مقصودة ..!!!؟؟؟
وتتراكم الأسئلة ، باحثة عن الأجوبة ، وليس هناك من يستطيع الإجابة


واخيرا ..
ها قد جاء الفرج ، جاء من يقول لنا :
ترجلوا من السيارة ، فترجلنا
قالوا : اركبوا بهاتين السيارتين ، فتوزعنا نحن العشرة اسرى على السيارتين
وبدأت رحلة جديدة الى محطة جديدة .

كان الظلام قد لف كل شيئ ..
كان الليل ولازال ، ليل للحالمين
وبدأت أحلم ..
سبحت باحلامي ، فتارة اغوص الى الاعماق ، وتارة اطفوا ، لقد توقف الزمن ، لقد توقفت الحياة ، لقد اختلطت الاوراق ، لقد أصبحت تائها ، لم اعد اعرف الوقت ،
لم اعد اعرف نفسي ..
هل أنا نائم ؟
هل أنا أحلم بكل ما مر بي من أسر لدى اسرائيل ولدى هذا الفرع الامني ..!؟
هل ستوقظني أمي بعد قليل ، كي أذهب الى العمل ، أم أنا مستيقظ وهذا ما يجري فعلا ..!؟

وصلنا الى محطتنا الجديدة وكانت على ما أعتقد ( قيادة موقع دمشق ) ونزلنا من السيارات ، وأشار احدهم أن ندخل من الباب الذي أمامنا ، فدخلنا خلف بعضنا البعض ، وكان هناك ممرا ضيقا مررنا فيه ، وبعد ذلك أصبحنا أمام باب زنزانة ، كان بداخلها عشرة مساجين تقريبا ، ففتحوا لنا الباب ، وقيل لنا :
أدخلوا الى هنا ، فدخلنا الى تلك الزنزانة ،
واغلقوا الباب .

يتبع ..