عرض مشاركة واحدة
قديم 12-13-18, 01:23 PM   #1
أورانوس

الصورة الرمزية أورانوس

آخر زيارة »  04-05-24 (01:24 AM)
ــ ‌‏اللـهـُم دربــًا لا تـضـيـق بـه الـحـيــاة وقـــلــبًــا لا يــزول مـنـهُ الأمــل.


..┊̮ 🌿

 الأوسمة و جوائز

Icon N13 وشاحٌ أم حقيبة ؟!



ذاتَ مساءٍ لُفَّ بالسكون ..
مشت فتاةٌ على قارعة الطريق ، حذاؤها بَالي ورداؤها خفيفٌ يكاد يلف البرد حول جسدها النحيل ، خصلات شعرها انسدلت بحزنٍ عميق وغطت عينها عن المارة ، تحمل في يدها حقيبةً صغيرةً حَوَت داخلها منغصاتٍ وهموم ..

كانت تمشي ولا تدري إلى أين ؟
ومتى سيحين عليها التوقف عن الرحيل من طريقٍ إلى طريق !


لم تتنبه أن هناك رجلاً توشّح بوشاحٍ غطا نصف وجهه ، وجميع جسده .. يتبعها بحذر
خلسةً يختبيءُ خلف شجرة وتارةً يلوذ بنفسه وراء جدار ،
يرقبُ بشغفٍ حقيبتها ، لينتهز أي فرصةٍ فيأخذها ويهرب .


جلست الفتاة تعبةً تتكيء على جدارٍ لم يكتمل بناؤه الطيني بعد ، وبجانبها برميلٌ رمادي باهت تتسابق القطرات لتصنع وقعاً موسيقياً داخله .. فتزيد من شحوب الليل الطويل ، وتذكرها كل قطرة بقساوة البرد العنيد .


وللحظةٍ غفت عيناها نائمة بعد أن احتضنت حقيبتها بين ذراعيها وتوسدت شعرها الذي غطى بعضاً من وجهها ليدفئه ..

فانتهز الرجل تلك اللحظة واقترب منها بخفة ، ثم حاول سحب الحقيبة من يديها حتى نجح في نزعها واستبدل وشاحه مكانها ثم غطاها عن البرد ورحل .


فتحت الفتاة عيناها عند مداعبة الشمس الذهبية لخصلاتها وشيئاً من وجهها وكأنها توقظها ليومٍ جديد ، صوت القطرات تبدل بتغريد العصافير والبرد تبدل دفئاً عند الصباح
وانطوى ذاك الليل الطويل ،


تنبهت سريعاً أن وشاحاً يلفها ولا أثر للحقيبة !
تلفتت يمنةً ويسرة فلم تجدها ! ثم تنفست الصعداء وابتسمت
مرت بنهرٍ غسلت فيه آثار تلك الرحلة وبدلت ردائها برداءٍ زينته الورود
فقد زاح عنها حملٌ ثقيل جمع في تلك الحقيبة الصغيرة وحل عليها السلام والهدوء

أما الرجل فقد تثاقلت خطواته وساد الألم طريقه حاملاً هم الحقيبة ولا يدري إلى أين ستأخذه خطواته ؟ وكل ما يدور في باله أنه خلص جميلته من همومها لتعيش سعيدة ويحمل هو عنها كل شيء ...... بعيداً ...... جداً عن طريقها .....


واحتفظت هيَ بوشاحه "للذكرى"


(حصري) لكم آل مسك