الموضوع: نداء النوافذ ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-18, 12:08 AM   #1
عادل المومني

الصورة الرمزية عادل المومني

آخر زيارة »  03-14-24 (10:36 PM)
الهوايه »  لا اهتم بنشرها .

 الأوسمة و جوائز

افتراضي نداء النوافذ ..



لا أعلم ما هو الرابط الحقيقي بين الكتابة والبرد , ثم لماذا يبدو في المطر لذة كئيبة ..
بعد خدر فاحش اشتاحني منذ شهور منعني أن أتناول الحروف على معدة فارغة , بالأمس كانت نافذتي تثرثر بجانبي , لم أستطع أن تجاهلها فقمت وربت على أطرافها وأخرجت رأسي من خلالها لأستمع لأحاديث السماء على الطرقات , تبلل شعري وعدت لمكتبتي وأمسكت كتاب عزازيل لأبدأ مع بطل هذا الكتاب المجنون ... أحبكم معشر الكتاب الغابرين , أقبل رفاتكم حروف على الصفحات أملأها تمعناً ....


****


من لديه شغف في التاريخ يشعر بالحزن عندما ينتعل حذاءه ويطأ أطلال القوم الغابرة ..
ما زلت أذهب إلى قلعة "صلاح الدين الأيوبي " هذه القلعة الحزينة , تقع في محافظة عجلون شمال الأردن , لا يمكنك تخيلها حقا إن لم تدخلها , أما شعور الحزن فالأمر فقط يعود لعشاق التاريخ , أمر الحزن على هذا المكان يعود لشعور الذنب الذي نحمله على أنفسنا لرجال ملأوا البلاد مجداً ثم من بعد ذلك نأتي لبيوتهم وكأننا جببارة وتملأ ضحكاتنا أروقتها ونلقي بسجائرنا من أعالي أبراجها , لا أعلم إن كان الأمر فيه جنون ما ولكنك لن تشعر بشي إن لم تكن لديك صفات الشغف تلك ...

****

إنك تستطيع أن تقيم الناس عند اصطفافهم لسياراتهم , في اصطفافهم عند بائع الخبز , عند الحوار مع كبار السن , عندما يحصلون سهواً على ممتلكات لا تعود لهم , عندما يحدثونكم عن اهتماماتهم ,..


***


أمي تعلم بأنني مدخن , وأنا ما زلت أخفي ذلك رغم أنني شارفت على منتصف العمر ,
بالأمس داهمت غرفتي فما كان مني إلا أن تصرفت وكأنني تاجر مخدرات ألقي القبض عليه ...!


***
صغيرتي الذاهبة لجامعتها ..
بالأمس كان الجو ماطر والريح أرهقت خصلات هذه الفاتنة ..
عندما التفتت إلي وأنا أقف على باب بيتي , أشرت لها بقبعتي , فأشارت لمعطفي..
ثم مكثت أشعر بالبرد إلى أن عادت ...!




***

تعددت وسائل التواصل ولوحات الثرثرة في هذه الأيام , وكثرت فيها السفاهات وقلة الأدب والخسة ..
حقاً يؤرقني هذا المنتدى الرقيق وأعضاءه المحبين , ويخجلني لحني في الكتابة ليس ضعف بقدر ما هو عجلة في الكتابة ..
شكراً لكل فرد يصر على ابقاء القيمة للأقلام والكتب .. مع كامل حبي .