الحلقة 29
أبتدأت في الحديث عن نفسي ، بأن قلت له : أنا من عائلة متوسطة الدخل ، وتتألف من والدي ووالدتي وتسعة اخوة واخوات ، اربع ذكور ، وخمسة اناث ،وأنا الولد الثاني من اخوتي ، ووصلت بتعليمي الى المرحلة الاعدادية ، واشتغلت في ( النجارة العربية ) الى عام 1982 بعد أن تركت الدراسة في عام 1979 وكنت أحب القراءة والمطالعة كثيرا ، حتى أن أهلي كانوا يطفئون النور في أول الليل خوفا منهم على (عيوني ) لكي لاأقرأ ، ولكني كنت أقرأ على ضوء ( النواسة ) من محبتي بالقراءة ، فتخيل ياسيادة المحقق ، ان رواية البؤساء لفيكتور هيجو قد قرأتها اربع مرات وأنا لم أتجاوز الرابعة عشرة من عمري وكنت أتأثر بها في كل مرة أقرأها ، وكنت أهرب من المدرسة في بعض الاحيان ، لأشاهد أفلاما تعرض في دور السينما ، فرأيت أفلاما خاصة بفلسطين مثل فيلم ( ثلاث عمليات في فلسطين ) وفيلم ( ثورة حتى النصر ) ومؤخرا فيلم ( 21 ساعة في ميونيخ ) ان هذه الافلام وبعض الكتب التاريخية التي تخص فلسطين التي كنت أقرأها ، تأثرت بها كثيرا، لدرجة انني قررت فيها الذهاب الى لبنان كي اتطوع مع الفدائيين ، وخاصة ان طبول الحرب كانت تقرع في اسرائيل ، ووسائل الاعلام كانت تتحدث عن اقتراب موعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان ، فأخبرت أهلي بهذا القرار الذي اتخذته منفردا ، ولكنهم رفضوا أن أذهب الى لبنان وأتركهم ، فلم أبالي برفضهم هذا ، فقد كنت اتخذت قراري ومصمماً على السفر الى لبنان ، وكان عمري في ذلك الوقت ثمانية عشر ربيعا وثلاثة أشهر ، فأنا من مواليد 14 - 1 - 1964 م .
سافرت الى لبنان بتاريخ 4- 4 -1982 وتطوعت مع الفدائية منتظرا الاجتياح الإسرائيلي ، وهنا توقفت عن الحديث ، لأرشف قليلا من القهوة ، وأكملت حديثي للمحقق ، بأن ذكرت له كيف تطوعت مع الفدائية ، وكيف خضت الحرب مع اسرائيل ، وكيف اسرت ، وكيف اطلق سراحي ، الى أن وصلت الى سورية ، ذكرت له جميع التفاصيل الكبيرة والصغيرة ، ولن أسردها هنا .
انتهى فنجان القهوة ، وانتهى الحديث مع المحقق ، فصافحني وشكرني ، وقال لي : اذهب الى المهجع ، فغادرت الغرفة الى مقصورتي الجميلة .
يتبع ..