عرض مشاركة واحدة
قديم 01-03-19, 11:38 AM   #1
Picasso

الصورة الرمزية Picasso

آخر زيارة »  09-17-23 (01:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

Icon28 ما بال النسوة ؟! ..





السّلام عَليكم وَ رحمَة الله

،

خَضراء غضّة..
ضَئيلة القَوام..
ناعمة الملمس..

عِندما تَلمح بُزوغها
يَحدوكَ الأمل بِغدٍ مُشرقٍ وضّاح..

ومَع تعاقُب الّليل و النّهار..
يشتدّ قدُّها وتشمُخ..
وفي فَصل الرّبيع..
مَع هبّات النّسيم العَليل..
تُتابعها العيون بِابتسامة حَالِمة ..
وَهي ..
( بكبرِياء ) ألوانِها المُبهجة و أزهارِها الغنّاء..
تتَمايل أغصانُها الوافِرة الخَضراء..
بِحسن و بَهاء..
واثِقة وهي في قمّة ( سنين ) العَطاء..
بأنّ وصفها المُطلق و بِالإجماع..
أنّها جَميلة حَسناء ! ..

،

وبما أنّ ( الثّابت ) في هذِه الحياة..
أن لكل بِداية نِهاية..
وأن المُحال..
هو دوام الحَال..

لابد للأوراق الوارِفة أن تَسقط ..
والورود المُتفتحة أن تذبُل ..

فَمعول الزّمن عاكِف على ( إتمام ) مُهمته..
دونَ أن يَحظى أحدٌ ( باستثناء ) ..
أو يظفر حتّى وفير الحَظ ( بنسيان ) ..

ففصلُ الخَريف ..
يغيّير ملامِح الأزهار وَ الأَشجار ..
ومَن يستَظلّون بِظلالها ! ..

،

جَمال الملامح و الأرواح ..
لهما مَساران ( مُتضادان ) في مَجرى الزمن..

فالأرواح مَع خِبرة السنين..
يزداد جَمالها..
وتزدانُ الأخلاق مَع مرور الأيام أَكثر فأكثر..
وترتَفع مُعدلات ( الرّزانة و الوَقار ) داخل الذّات..
أو هكذا المُفترض..

أمّا جمال المَلامح ..
على الضِّد ! ..
فهوَ يسير عَكس عقارِب الساعة ! ..


،


تاجُ الجمال بِكل ( حُكمه ) الطّاغي وسُلطانه الجبّار ..
هو سَيرضخ - في نِهاية الأمر - لِسطوة الأيام ..
سَيفقد جزء مِن رونقه..
وَمن سِمة ( الشّباب ) التي
شعّت مِن جبينِه لسنوات ..

وتلك الحادِثة الحتمية ليسَت بِمُعضلة..
فالأحداث الطّبيعية حتّى وإن لم تُرضي ذواتَنا..
إلا أنها تَظل " طبيعية " ..

وَعلى مرّ التاريخ..
كُل من حاول ( العَبث ) بالمسار الطّبيعي
الذي أوجَده الخالِق جلّ في علاه..
فَسُدَ عمله ! ..
و ساءَت ( نتائِجه ! ) ..

،


إلا أنّ هُناك مَن ( يُصِرّ ) على مُمارسة
ذلك العبث ..
هناك مَن يرفض الإنصياع لِسنن الكون..
ويتمرّد على حِكمة إلاهية
تعجز قُدرات عقله المَحدودة
عن مُجارات عَظمتها..

،

فهناك مِن النّساء من إذا وصلَ بها
قِطار العُمر الى مُنتصف الطريق ..
تبدأ بِالتفكير أو الشروع مُباشرة
في " عمليّات التجميل " ..

فتذهب وَالحماس يَسبِقها إلى
عِيادة التجميل
وتتمدّد مسترخية مُستسلمة..
وتَقوم بشدّ الوجه لأقصى دَرجة
( مُحتملة ) لإخفاء التّجاعيد

وبعد أن يَتم إحكام رَبط ملامِح الوجه
بِمؤخرة العنق ..

تفرح .. وَ ترضى ..
وَتبتسم ! ..
ولا نُشاهد تلك الابتِسامة ! ..

هي في الوَاقع مُبتسمة ..
لكن الإبتسامة غير ظَاهرة ..
( مكبّلة ! ) ..

فعملية الشد لَم تُبقي لها
أي مَساحة كي تَظهر ! ..

وإن شَرعت بالحديث..
تلحظ ( عَناء ) في خروج الحُروف
من فمها ! ..

تتأمّل الوجه..
هو خالي مِن التجاعيد..
لكنه - في نفس الوَقت - خالي مِن الجمال..
بَل أكثر من ذلك..
هو خالي مِن السّمات البشرية ! ..

،

عمليات التّجميل أصبَحت ( هوس )
عند الكثير مِن نساء العالم ..
ولم يقتصر الوَضع على مَن سكَن الخوف
من تَجاعيد الزمن قلبها وَ أخماص قَدميها ..
بل تعدّى حدود العَقل و المنطق ..
واستحوذَ على اهتمام الشّابات الكاعِبات ..
والّاتي جعلنَ من وجوهِهن النّضرة
( مَعمل ) للبوتيكس ! ..
جعلنَ من الخدود البريئَة..
مَرمى لسهام إبر " تكساس و نفرتيتي " ..
فضلاً عن ( تنفيخ ) الصّدور و المُؤخرات..
و كأننا نسمّن دواجِن ! ..

،

كلّ أنثى ..
لديها إما نِسبة من الجمال ..
أو نسبة مِن ( الجاذبية ) ..
و إن لم تَحظى بالهبتينِ معاً ..
ستحظى بإحداهن قطعاً ! ..
قد ( تَجهل ) ذلك ..
لكنها بالتّأكيد تملِكه ..

و إن حُرِمت أو تمنّت مالم ( تُرزق ) به..
فالكَمال لله عزّ وجل..
لا كامِل إلا وجهه الكريم..

رُغم أن هناك نِسبة من الذّكور تؤيّد هذا التوجه ..
وتُعجَب بنتائج ( تزييف ) الملامح ..

وذلك قَد يكون أحد أسباب ( لُجوء ) الفتيات
لعمليات التّجميل..
حتى لا يَحيد بصر زوجِها عنها ..
وتبحَث عيناهُ عن مَلامح البوتكس
عند رائِدات عيادات التجميل

وَقد يكون السبب ثَقافة مُجتمع ..
أو قلّة ثقة .. أو لِكسب إهتمام..
أو لإغراء ! ..
أو تقليد أعمى لَم يبصر النّتائج..
والتي قَد تكون مُؤلمة..
و مشوِّهة !

،

وفي النّهاية ..
من المؤكد أن لِعمليات التّجميل جمهور..
ومُناصرين..
و إلا لَما ذاعَ صِيتها وانتشرَت كالنّار
في هَشيم البيوت..

مِن المؤكد أن لَها ( معجبين ) ..
صَحيح أنني - شخصيا - أتبرّأ من كوني
أحد أفراد ذلك الفريق المُعجَب ..

لكنني لا أُكنّ لهم الضّغينة..
بل قَد ينشرح صدري لِسماع مُعتقداتهم
نحو ( محاسن ) هذا ( المَذهب ) ..

وقد يَضيق ! ،،،

،