مررت عابراً على تلك البوابة التي تختلف عن كل البوابات ، على يسارها لوحه كبيره كُتب داخلها وفي أعلاها بالوسط ( دعاء زيارة القبور ) عبرت تلك البوابه فوق تلك الأرض التي تختلف عن الأرض التي خارج هذا السور أرض يكسوها الحزن والألم أرض تهيّض المشاعر وترقرق الدموع أرض تحتضن الأوادم وتضمّهم بلهفه وشوق، مررت بين تلك الحفر الضيّقه المظلمه ووقفت عند ذاك القبر وأنا اتساءل كيف حال ساكنه !؟ وكيف حال أحبابه وأصحابه وأهله وأصدقائة !؟ هل ياترى أصبح من الماضي !؟ لم يعد هناك أحد يزوره ويشتاق إليه ويذكره بدعوة وصدقه !؟ وكيف كانت هي حياته !؟ هل أخطأ بحق أحد أو ظلم أحد أو جفا وخذل محبينه !؟ هل ياترى كم من عمل صالح عمل !؟ وكيف كانت خُلقه مع الناس !؟ هل أبتسم لمن قابله !؟ هل مسح على رأس اليتيم !؟ هل ساعد المحتاج !؟ هل مسح دمعة غاليه !؟ هل أحترم الكبير ووقّر المُسن وضاحك الصغير !؟ وهل وهل وهل !؟؟؟ اسئلة دارت في نفسي كثيره وأنا المقصود بذلك فالمفترض أن أُجيب على تلك الأسئلة في حياتي وعلى أرض الواقع أُمارسها قبل أن يأتي ذلك اليوم وأُصبح جاراً لهذا القبر .
يامن تقرأ هذه السطور راجع النفس التي بين أضلعك وأبحر في الحياة وحاول أن تكون ذلك العابر الذي لاينساه الناس ويدعون له ويذكرونه بالخير .