عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-19, 02:53 PM   #1
Picasso

الصورة الرمزية Picasso

آخر زيارة »  09-17-23 (01:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

Icon N24 امشي عدل .. يحتار ( حَبيبَك ) فيك ! ..



(( مُستوحى مِن قصّة حَقيقية ))

،،

هوَ شَاب ..
كَغيره مِن أقرانِه الشّباب ..
أنهى المَرحلة الثانوية ..
وَرحل إلى ( الحياة ) الجامِعية ..
وشرعَ - متحمساً - في وضع خارِطة طَريق لِمستقبله ..
مستمداً ذلكَ ( الحَماس ) مِن حَرارة حُقبة المُراهقة الثّائرة في حواسِّه ..

بدأَ بقائِمة طلبات الشّباب ( الكلاسيكية ) المُعتادة..
وظيفة.. سيّارة.. زوجَة.. سكن..
حصل عَلى الشهادة .. وعلى السيّارة .. وعلى الوَظيفة..
و أمّن السكن..

أما بالنّسبة للزوجة..

هيَ ليست بِمنأى عَن الأهداف وَ الطّموحات ..
بَل هيَ محور الإهتمام ( السّاخن ) ..
فهي استحوَذت - مسبقاً - على اهتماماتِه ..

صورتها كَانت صوبَ عينيه
منذُ مرحلة ماقبل المُراهقة ..

هوَ يعلم يقيناً بأن حبّها ( ساكِن ) قلبه ..
لا يعلم كيف أحبّها و لا متى..
لايُهم..
المهم أنّها ( مُتربّعة ) في فؤادِه و محتلّة جميع أركانِه..
خطبها.. تزوّجها.. رُزق منها بِولي العهد..

تحقّقت أحلامه بِصورة ( مثالية ) ..
وظيفة مُحترمة.. قصّة حُب متوّجة بِقران..
ذُريّة.. سكن و سيارة..

أوجدت تِلك العوامل تحتَ قدميه ( أرض صَلبة )
يسير عليها بِخطى ثابتة.. واثقة..
وبِنفس ( راضية ) ..

،

كانَت تُشرق عليه الشّمس و تغرب..
بهدوء.. وسكينة.. وَطمأنينة..

إلى أن بَزغت في يوم من الأَيام ..
نفس تِلك الشمس ..
حاملة بينَ خيوطها الذّهبية الدافئة..
( مشاعر ) .. أيضاً دافئة..
لمُعجبة ! ..

زميلة له في العمل..
أُعجبت بِه..
وبدأت في نَثر شَذى اهتمامها حوله..

وبالرّغم مِن طباعه ( المُستقيمة ) ..
ورضاه ( الوَفير ) بحياته العاطفية ..
إلاّ أن ذلك ( العَبير ) ..
لم يكن لِيخطئ حاسّة الشم ( الذُّكورية ! ) ..

والتي مَع مرور الأيام..
أصبحت رَائحة محبّبة للنفس..
أصبحت ( مُثيرة ) للإهتمام و ( للخيال ) ..
وَ أصبحَ هو يتنفسّها بِعُمق ..

وفي خِضم ذلك ( العَبق ) .. إن جازَ التعبير ..

اكتشفت الزّوجة رائِحة الخيانة تلك ! ..

باعتِمادها على الإعجاز الكوني ( لحاسّة )
الأنثى الفَريدة مِن نوعها..
اكتشفت تِلك الرّائحة..

ولم يستعصي عَلى قُدرات ( كيدها العَظيم ) ..
أن تعرِف مَصدرها..

وبدأت الأَعاصير وَ الزلازل و البَراكين !
وكل مَظاهر ( غَضب ) الطّبيعة التي تُسمّى
عُرفاً بالنّاعمة..

بدأت بِاجتياح أجوائِه..

وبعدَ أن بلغَ السيل الزُّبى..
لم يَجد ذلك الطّير المُبتل المُرتجف
ملجأً من الغَرق الوشيك..
إلا أن يَستقيل من وظيفته..
راضخاً لضغط الزوجة العَنيف ! ..

ليبتعد قهراً عن معجبتِه ( الّلدود ) ..

و تزامنَت تلك الإستِقالة مع طلب بِعثة
للزّوجة خارِج الوطن ..

والتي ( يَستحيل ) أن تترك زوجَها خلفها..
وترحل وَهو مهدّد ( بالخطف ) ..
أو هيَ المهددة ! ..

فأُجبر قهراً - للمرّة الثانية عَلى التوالي - بِترك سكنه و سيّارته..
و الرّحيل معها حيثُ ماكانت وجهتها..
بِدون هدف واضِح لما سَيؤول إليه مُستقبله هناك ..
أو مستقبله هنا..

ونظرَ إلى نفسِه وحاله..
فإذا بالأرض الصّلبة التي كانَ يقف عليها بِزهو..
أضحَت أرضاً ( موحِله ! ) ..
تُخِل باتزانه معَ كل حركة..

فقد وَظيفته.. وَسكنه.. وَسيارته..
و ( حُب ) زوجته ! ..

تبخّرت أمام عينيه أحلام مُحققة..
كانَت كالماء الزّلال يرتَشفها كيف يشاء..
ومتى يَشاء..

،

و في نهاية المَطاف الذي لم يَنتهي فعلياً ..
دخلَت ( نفسيّته ) إلى النّفق المظلم..
نفق العيادَة النفسية..
وَ العلاجات النفسية..
وَ الجلسات النفسية..

و أذكر هُنا موضوع طرحَهُ صديقي العَزيز شطرنج
عن الدكتاتور النّفسي وما يفعله بِضحاياه..

فهوَ أصبح بعدَ أن كان يَختال أمام المَلأ نجاحاً وثقة..
أصبحَ بائساً ..
غدا لُقمة سائِغة بين فكّي النفسانيين وَ طقوسهم..

أصبح داخِل قوقعَة صمّاء..

ماتَت في نفسه جَميع الرّغبات..
فضلاً عن الشّهوات ! ..

،

(( دائِرة الضوء ))

هناكَ من البشر..
مَن تكون شعائره فاضله..
ومبادئه سامِيَة..
يكون الصّراط المُستقيم مساره الأَوحَد ..

وَعلى حين غرّه..
يَحيد - لوهلة - عَن ذلكَ الصراط..

تخونُه نفسه الأمّارة بالسّوء..
لمرّة واحدة..

ويُقضى عليه ! ..
بِضربة واحِدة.. يُقضى عليه..

بِخطأ واحد فقط ..
يَخسر كل شيء ! ..

،

جسّد النّجم الفذّ " Denzel Washington "
في فيلم " Roman J. Israel, Esq " دور المُحامي
صَاحب المبادئ .. و الذي خالفَ مبادئه لمرّة واحِدة..
ودفعَ ( حياته ) ثمناً لتلك الغلطَة ! ..

،

قَد يخطئ الشّخص مِئات المرّات..
وَينجو..
وقد يُخطئ لمرّة واحدة..
ويَهلك ! ..

،

وكل ابن آدم ..
خطّاؤون ..
ولكن هل يُمهلون..
و قبل فَوات الأوان يَظفرون..
بِتوبة ..
وسلام ؟! ،،،

،