عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-19, 10:00 AM   #1
عابر1412

الصورة الرمزية عابر1412

آخر زيارة »  08-15-21 (06:38 AM)
المكان »  اسكن تحت السماء وموقعي فوق الأرض
الهوايه »  كل شي جميل يستحق ان اهتم به

 الأوسمة و جوائز

افتراضي مواقف تحييها الأماكن




أشد المواقف هي تلك المواقف التي تبقى خالدة في ذهنك وبمجرد مرورك على اماكنها ترجع بك الذاكرة لتلك المواقف المؤلمة ، ولا شك أن المواقف المؤلمه في صغر سنّك تقويك وتزيد من صبرك في مستقبل عمرك ، امس دخلت ذاك المستشفى في مدينتي كانت الوالدة تعبانه ، وكنت جالساً في كراسي الأنتظار وأمامي غرفة الأنعاش ، حينما رفعت رأسي ونظرت لذلك الباب سرعان ماأنفتحت ابواب الذكريات ورجعت بي الى الوراء وتذكرت هذه الغرفة حينما دخلها ( خالي ) ونحن وأبناءه في الخارج ننتظر لطف الله ورحمته ، بينما نحن في الأنتظار انفتح ذاك الباب وخرج الدكتور وعلى وجهه ملامح الحزن وقال تلك الكلمه التي جاوبتها الدموع والصياح ( عظم الله أجركم ) بعد تلك الكلمه لم تغب عني تلك المشاهد المحزنه وتلك الدموع من أبناءه ، انقطع حبل الذكريات بي حينما نظرت الى ذلك الأصنصيل وبدأت الذكرى ترجع بي إلى ذلك الأنسان الذي آلمني فقده ذلك الانسان الذي كنت اشعر بالأنس والسعاده بقربه ، تذكرت حينما دخلت الأصنصيل مع (جدي ) بعد ماأصابته اقدار الله بالشلل النصفي وتذكرت حينما كنت أرافق معه وأنا مازلت صغيراً في أول مراحل الثانوية ، وتذكرت ذلك اليوم الذي هو أشبه بيوم القيامة من أهوال ماحدث به وهو يوم الأربعاء الموافق 1430/02/16 هـ بعد صلاة العشاء ، أعلنت تلك الروح الطاهره أن رحيلها قد حان ولا مستقر ومقر لها في الدنيا فقد حان وقت أقلاعها إلى باريها وخالقها ، خرجت تلك الروح الطاهره تلك الروح النقية ، ولا أنسى كيف كانت مرارة تلك الليلة كنت أبكي على فراقه وأبكي من بكاء أبي وعمي وكيف أصبح عمي وهو كبير بالسن كالطفل الصغير الذي يبكي حينما يفقد مايحب ، ولا انسى انهيار صبر أبي وكيف انهمرت دموعه كالمطر في المقبرة ، رحيل الموت أقسى أنواع الرحيل ، في هذا المستشفى خذتني الذاكرة إلى ذلك الشخص القريب من عمري ومن قلبي ( محمد ) حينما أصيب بحادث ومكث في هذا المستشفى شهر كامل لانسمع منه الا صوت النفس ، وكان أملنا بالله أن ينزل عليه الشفاء ولكن اقدار الله لامفر منها ، في شهر 3 من عام 1434 أعلنت تلك الروح الطاهره رحيلها ومغادرتها الدنيا ، رحمهم الله جميعاً ورحم الله اموات المسلمين ، هي مواقف تحييها تلك الأماكن وهذه سنّة الحياة .


.
.
دعواتكم للوالدة بالشفاء