حينما أكتفي بنفسي لايعني ذلك غروراً أو تكبر ، فالأكتفاء بالنفس جميل جداً كما قيل ( الأكتفاء بالنفس حرية وليس غروراً ) والأكتفاء يأتي بعد تجارب قد تكون طويلة في الخذلان والأنكسار ، عندها نصل لمرحلة الأكتفاء فلا نريد مزيداً من العلاقات والصداقات فالقلب لايتحمل أن يلدغ مرتين ، كل مانريده من البشر أن يمروا مرور الكرام وأن يرموا علينا السلام فقط ولهم أجر ذلك ، لانريد منهم أن يغوصوا فينا فالأمواج في الداخل هائجة جداً ، حتى كلمة كيف الحال جوابها لايمثّلني جداً فأني أدّعي المثالية والتصنع بقول ( بخير الحمدلله ) فبهذه الكلمة اضع حاجز لتلك العلاقات وأولئك الذي يدّعون الشفقه ، ماأريده هو أن أكون مع نفسي ومع من أحب فعلاً من أصدقائي فقط ، فلا مزيد من العلاقات ، فدائرة العلاقات كلما أتسعت ضاق صدرك وتشتت فكرك ، فبعض العلاقات كالحطب الصغير الذي كلما كثر أزدادت النار لهبً ، في عزلتي وجدت حريتي ووجدت نفسي وأرتحت من ضجيج العالم المتعب ، مع من أحب فقط أجد لذّة الحياة ومتعتي ، الأكتفاء والعزلة جميلة حتى وإن كانت مؤلمة .