"
وللعرب كلمة متى ما رددوها وساروا تحت ظلالها قهروا التحديات ونالوا التقدم على كل الأمم ..

ولكي نفهم طبيعتنا كعرب تعال معي إلى منظر قبل أكثر من 1500 سنة تقريباً
حينما اجتمعت الأمم ورؤساؤها على موائد الفخر وطاولات التنافس من فارس والروم والهند وغيرها من الأمم في ذلك الوقت .. انبري للعرب في معرض الفخر واستعراض المنجزات الخطيب وحكيم العرب أكثم بن صيفي في حضرة الملك النعمان .
فما كان من الحضور إلا أنهم استهجنوا هذا الموقف واعتبروا جراءة لم يعتادوا عليها من العرب فكيف لهم أن يتجرأوا على الكلام أمام هذه الأمم .. وبأي شيء يفتخرون ؟! وما هي منجزاتهم التي تكون لهم مادة الفخر والتنافس والهيبة ؟!
حيث قال كسرى : وما الذي تفتخرون به وأنتم كالوحوش في القفر ؟!
وأنتم مشردون متنازعون
ومع أن كسرى غير رأيه بعد سماع خطبة هذا الرجل الحكيم وأدهشه فكره وفصاحته إلا أننا نستوحي نظرة الأمم للعرب حينما يفترقون بل حال العرب في تلك الفترة وكتب التاريخ تشهد على ذلك ..
ولكن بعد سنوات وخلال سنوات قليلة اجتمعوا العرب تحت مظلة واحدة فاجتمعت القوة والشجاعة والعزيمة والدهاء فاستولت على الأرض من شرقها إلى غربها وأقاموا فيها العدل ونشروا الخير ..

إنهم العرب حينما يتحدون على كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )
حينما تنصهر كل الفوارق العرقية و المادية والمكانية ستجد عالماً جديداً وفكراً متقداً وحضارة تعجز عنها كل الأمم ..

العرب يملكون الفكر والإثارة والشجاعة والعزيمة وكل مقومات الإبداع والتطور ولكن يجب أن نعترف أننا ما زلنا في البداية . ولم يكن لنا في السابق مبادرات نحو الصناعة والبناء .
ومتى ما وجدت دولة تحاول أن تستقل بإراداتها وتنهض نهضة صناعية وتباري الدول الأخرى نجد للأسف الشديد ثمة حياكة تحاك ضدها و سلّط عليها من كل جانب ومن بعضنا البعض . ولفقت بالاتهامات والعراقيل حتى تتراجع وتنطوي تحت إمرة الغرب الذي لا يريد للعرب اجتماعاً ولا اتحاداً ولا منتجاً بل مستهلكاً فقط .
وكرأي حيادي واعتراف بالواقع نلمس أن هناك مبادئ تطورات وتغييرات وسنصل بإذن الله إلى أعلى المستويات في ظل التطورات الصناعية والتغييرات التي تشهدها على سبيل المثال المملكة العربية السعودية .
فهي تسير على الطريق الصحيح نحو التطور الصناعي وكل المجالات مهما وضع أمامها من عراقيل ومثبطات ومحاولات لثنيها عن هذا الطريق إلا أنها صامدة وتسير نحو تحقيق أهدافها بخطى متوازنة ...
ومن الطبيعي جداً أن نجد ردود أفعال عكسية من كل الاتجاهات و محاولة تقتيم الصورة المشرفة وطمسها إلا أن الشمس لا تحجب بغربال ...

كل ما علينا فعله أن نكون أكثر هدوءاً وترابطاً والتفافاً حول قاداتنا وعدم الانخراط خلف السيول المتلاطمة في التحريض والتشكيك .
نفقد أنفسنا ونفقد عروبتنا حينما نفقد الثقة في مقدراتنا وأفكارنا ويجب ألا نخضع للإعجاب بالغير مقابل الإطاحة بذواتنا وتعيير أنفسنا حينما نضعها في ميزان مقارنة غير عادلة مع مجتمعات لا تمت لنا بصلة ..


موضوع يستدعي المزيد من الوقفات

يعطيك العافية
تحيتي