عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-19, 04:52 PM   #8
Maher-94

الصورة الرمزية Maher-94

آخر زيارة »  10-23-22 (12:27 PM)
المكان »  الشرق الأوسط
الهوايه »  قارئ ومتابع للمنتديات العربية لأكثر من عشر سنوات
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



فمما لا شكَّ فيه أنَّ مصيبة الموت مِن أعظم المصائب؛ إذ تُفَرِّق بين الأحبَّة؛ ولذلك جعَل الله الأجرَ الكبيرَ على الصبر عليها، وهي مِن جُملة المصائب التي يُقَدِّرها الله تعالى على الإنسان؛ لما وراءه مِن الخير الكثير، والنفع العميم لِمَن قابَلَها بصبرٍ واحتِسابٍ؛ {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 155 - 157]،

وأن على العاقل أن يُدرِكَ أن المصائب حين يقدرها الله تعالى عليه يريد بها الخير له؛ فإنه يكفِّر بها سيئاته، ويرفع بها درجاته، ويزيد بها حسناته، وأعظم من ذلك يخلف عليه بخيرٍ منها، وقد جاء في ذلك وقفةٌ عظيمةٌ لأمنا أم سلمة - رضي الله تعالى عنها وأرضاها - فحين مات زوجها، وكانتْ ترى أنه أفضل الأزواج، ولا ترى أحدًا أفضل مِن زوجها، فلما مات، تذكَّرَتْ دعاءَ النبي - صلى الله عليه وسلمَ - الذي علَّمه للناس عند المصيبة أنه مَن قال: «إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها»، تذكرتْ هذا الحديث، وقالتْ في نفسها: مَن خيرٌ مِن أبي سلمة؟ فكانتْ تظن أن الله - عز وجل - لا يمكن أن يرزُقها رجلًا أفضل مِن أبي سلمة، ولكنها تذكَّرَتْ هذا الحديث، وقالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلفْ لي خيرًا منها، فقدر الله تعالى لها رجلًا آخر هو خيرٌ مِن أبي سلمة بلا شك، هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فتزوَّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، ببركة اليقين بوعد الله عز وجل، القائل في الحديث القدسي: (أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظن بي ما شاء)