الموضوع: ايامنا الحلوه
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-20-19, 01:08 AM   #9
أحـمـد

الصورة الرمزية أحـمـد

آخر زيارة »  05-01-24 (04:09 PM)
الهوايه »  السفر عبر الزمن
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي اسمعونى (بقلمى)



ممكن تسمعونى من فضلكم
ممكن تبطلوا كلام وتبطلوا دوشه وتبطلوا استفزاز
محتاج اتكلم ومحتاج حد يسمعنى
لما اقول اسمعونى لازم الكل يسمعنى
لازم اى حد واقف يجلس فى مكانه
اى حد ماشي لازم يقف وينتبه
اى حد بيتكلم يخرس
ممكن تتعلموا فضيله الصمت قليلا
سمعتكم كتير حابب اتكلم انا
هو قوه الشخصيه بالنسبه لكم صوت عالى
قوه الشخصيه انى اتعصب وعروق وشي تظهر وتبان
لو دى قوه الشخصيه فى نظركم
فانا بالفعل اتعصبت واتنرفزت وصوتى اصبح عالى
بس الغريب ان كلكم بتبصوا لى وعوزين تسمعوا لى
معقول الصوت العالى بيجيب نتيجه
تعرفوا حاجه
قوه الشخصيه بتاعه زمان ما بقت تنفع فى الوقت الحاضر
زمان كانت قوه الشخصيه فى الصمت فى نظره العين
قوه الشخصيه فى الحسم فى المهابه
كان المدرس يدخل الفصل وينظر فقط فى عيوننا
كنا بنقفز فى مقاعدنا انتباه واوصالنا ترتجف
توزيعه نظراته علينا كانت تقتلنا
اى اشعاع مسيطر كان يسكن هذه العيون
مدرس لم يمسك يوما فى يده العصا
ونظراته كانت اقوى من الف عصا
عكس اخر كان يدخل ويصرخ فينا
قيام يا شويه ... ويا شويه ...
كان يوزع السباب والصريخ والصوت العالى قبل حتى السلام
ولكن الغريب لم نكن نحترمه ابدا
ولم نخف يوما من العصا التى كان لا يجرؤ ان يدلف الى الفصل بدونها
تصدقوا نسيتونى انا كنت بقول ايه
كنت بقول اسمعونى واسكتوا
من الاخر قلت اخرسوا
يا جماعه عندى موضوع مهم جدا لازم اقوله لازم تعرفوه
بس ما عاد حد بيسمع او بيهتم
زمان لما كان حد بيحتاج يقول شئ كان بيلاقى من ينصت له
اما الان فلم يعد للسمع مكان
فين صحبه القطار
فين صحبه السفر
كان ممكن تجمعنا ظروف سفره طويله
وتحدث بين مجموعه مختلفه الثقافات والالوان تجاذب لاطراف الحديث
تتحول سريعا لحلقه من كلام لا ينتهى
كلام كان يأخدنا لبعيد
ابو جلباب قديم مهترئ هذا كان يتحدث فى السياسه كأحسن من عقول كثيره تدير هذه البلد
هذا العابس صاحب الوجه الساكن
عندما تتدفق من بين شفتيه الدعابات والنكات والنوادر
بدون حتى ان يبتسم
قد نموت من حوله ضحكا دون ان يهتز له طرف
على عكسه هذا الوجه الضاحك الضحوك
اكثرنا تقبلا للفكاهه وللنوادر
كان عندما يتكلم لا تتخيل ولو للحظه ان صاحب هذا الوجه
عنده كل هذه الصعوبات والشجون والمشاكل فى حياته
هكذا تعلمت الا حكم على المظاهر
وهكذا كانت صحبه ساعتين او ثلاثه فى مواصله عامه
تشبع نفوسنا وعقولنا بحكايات كثيره
فيها المضحك وفيها المبكى وفيها
فيها قصه لاحد الاشخاص كانت ملامحه ذاهله ما زلت اتذكره وكاننى اراه الان
كان يرتدى قميص صيفي بورود صفراء
كان شعره خفيف من الامام
وناعم ومنسدل على اذنيه
كانت تسريحه شعره وملابسه غريبه كغرابه ملامحه الاقرب لشكل الفأر بدون سخريه او تقليل منه
اتذكر نظراته الزائغه وهو يقص علينا قصته الغريبه
كنت اشعر بالكلمات ترتجف على شفتيه
كنت اشعر بالارتجافه تصل لى رويدا رويدا
قصته غريبه عميقه مؤلمه
قصته كانت مرعبه
الله يسامحه حكايته ما زالت تطاردنى الى الان فى كوابيسى
حكايته ارعبتنى سنوات وسنوات
رغم انى للان لا اعرف حتى اسمه
الغريب ان رغم قوه ومتانه العلاقه الوقتيه التى كانت تتوطد بيننا
الا ان رويدا رويدا ينفرط العقد
وتجد كل شخص تاتى محطته يودعنا ويذهب لحال سبيله وقد لا نلتقى ابداا بعدها
بس فيهم الى عمرنا ما بننساه
وفيهم الى عمرنا ما بنفتكره
تعرفوا ان فعلا فيه اشخاص كده من نظره واحده ومن يمكن كلمه واحده بيحفروا لانفسهم تماثيل حجريه فى ذاكرتنا تعيش معنا
مهما مرت السنين
وفيه ناس كالثلج يذوبون سريعا يختفون من حياتنا ومن ذاكرتنا ولا يتركون خلفهم اى اثر يذكر
حتى قطرات الماء التى تركوها خلفهم مجازا تتبخر هى الاخرى
كم تمنيت ان يحمل عقلى خاصيه الاسقاط
كم تمنيت ان يكون داخل عقلى صندوق للذكريات المهمله
كنت هحذف فورا كل الماضي السعيد قبل الحزين
اكبر الاحزان تتولد من استعاده لحظات فاتت
كنا فيها سعداء
ولكن ما ذنب الذكريات
هل ذنبها انها تضئ لنا لحظات وحدتنا
ام ذنبها اننا فشلنا فى الحفاظ على ماكان يسعدنا
ام ذنبها انها تدق لنا ناقوس الخطر لكى لا نقع فى نفس اخطائنا
مش عارف انتوا ليه مش مخلينى استجمع افكارى
جعلتونى اخرج من موضوع لاخر
من فكره لفكره من حكايه لاخرى ونسيت كنت عاوز اقول لكم ايه
معقوله انا كبرت للدرجه الى بقيت بنسي فيها بالسرعه دى
اه افتكرت انا قلت لكم اخرسوا
تصدقوا انا اسف ليكم
معلش احتديت عليكم شويه
ظروف الحياه وضغوطها جعلت اعصابنا دائما مشدوده
يمكن الدوشه والضجيج عصبونى
بس ما الفرق بين الدوشه وبين الضجيج!
المهم انا كمان لازم اعتذر ليكم انى احتديت فى كلامى وقلت لكم اخرسوا
ليه حسيت للحظه انى من حقى اتحكم فيكم
كل واحد حر الى عاوز يسمعنى هيسمعنى والى مش عاوز يذهب لحال سبيله
ليه اتعصب اصلا الحياه مش مستاهله ابدا
تعرفوا ان الصوت العالى لا يفيد فى الغالب
الحل فى الضرب
اى حد مزعلنى بعد كده قررت انزل فيه ضرب
اضربه او يضربنى مش مهم
تعرفوا ان الطاقه الى هستنزفها فى تكسير عظامه
كانت هتريح اعصابى
المفروض فعلا ما اعصب نفسي
مره دخلت غرفه فارغه من الاثاث فى بيتنا واخذت معى دسته من الاكواب الزجاجيه
حملت فى يدى اول كوب وقذفته فى الجدار المقابل بكل قوتى
وقذفت غيره وغيره ومع كل كوب يتحطم
اشعر بهستيريا التدمير تزداد داخلى
لا ادرى كم من الوقت مر وانا احطم الاثنى عشر كوبا
ولكن كل ما شعرت به ان الحطام يزداد والجنون داخلى يزداد مع تناثر قطع الزجاج
الذى اصاب بعضه وجهى ويدى وقدمى وانحاء متفرقه من جسدى
ورغم الاصابات والضمادات التى ملئتنى بعد هذه التجربه
الا اننى لم اشعر بشئ من الالم او الندم
طاقه سلبيه شديده شعرت بها تخرج من داخلى
كانت اقوى من المنطق واقوى من الالم
كانت هذه التجربه اكبر دليل بالنسبه لى ان الالم النفسي اقوى بكثير من الالم الجسدى
ولكن وبعد هذه التجربه شعرت بالراحه النفسيه ولفتره طويله
ولكن انصحكم بالا تجربوا هذا الجنون
تعرفوا انى اكتشفت ان جوه كل واحد عاقل فينا واحد مجنون
عايش معانا تحت جلدنا
بس على فكره انا بتكلم عنكم
انا عن نفسي عاقل والف عاقل فى بعض كمان
مع انى حاسس ان الكل بيقول عنى بعد كلامى ده انى مجنون
يا جماعه انا مش مجنون
انا بكلمكم وعاوز اكلمكم
اسمعونى وهتنسوا كلامى وهتنسونى انا شخصيا بسرعه
زى ما هتنسانى الايام
وزى ما بتنسي الارض كام واحد مشى عليها
كام واحد كان جواه الف حلم والف امل وضاع معاه
كام واحد فكر ان الدنيا دى ملكه وبتاعته لوحده
تعرفوا انا لما كنت بحب
كنت بحس انى ممكن احضن الارض كلها بايدى
بحس انى ممكن اطير اسافر بين العصور والازمان
كنت بحس انى ممكن اصنع من بكره احلى واجمل امل
الحب كان بيدينى قوه رهيبه
ولما كان قلبى بينكسر
كنت بحس انى عايش داخل ثقب ابره
مخنوق مش عاوز اشوف حد مش عاوز اسمع شئ
الدنيا بجد كذبه كبيره
ورغم انى كنت عايش زى ما الملايين غيرى عايشين فى الكدبه دى
الا انى عمرى ما فكرت انى فعلا هموت وهفارق الكدبه دى
عارف ومؤمن انى هموت بس مش عارف ازاى هموت
معقوله هتيجى اللحظه الى جسدى يسود وينتفخ ويفنى بعد ما يأكله الدود
ازاى هقابل لحظه الموت
ايه هى سكرات الموت
ازاى هدخل جوه قبرى لوحدى وهتحمل بمفردى ضمته
الناس من حولى كل يوم بتموت
بس انا عايش وعارف انى مش هموت رغم انى متاكد ان نهايتى الموت
من فتره
اصابنى والحمد لله على كل شئ مرض صعب شفائه
والكل قال لى هتموت
كذا طبيب قال لى بصراحه انت المرض تمكن منك ومسيرك هتموت
انا رفضت العلاج
رغم الالم الرهيب الى ساعات بحس بيه بس انا مش هاخد علاج
طالما هموت ليه العلاج ليه المسكنات ليه شعرى يتساقط
النهارده الدكتور قال لى انت ازاى لسه عايش
انت المفروض بالحاله الى وصلت لها دى تكون خلاص فى قبرك
دكتور عديم الاحساس
ما عنده لفظ او تصريح اهون من كده
انا يا جماعه منتظر الموت بس هو مش بييجى
تتوقعوا انى ممكن اعيش
انا خايف من لحظه الموت
سئلت ناس كتير
ما لقيت حل
ههرب اروح فين
ما قدرت ابدا اهرب من ذكرياتى
ما قدرت ابدا اهرب من قلبى
ومش قادر دلوقتى اهرب من قدرى
يا جماعه انا هامشي ومش هقول لكم على الى كنت عاوز اقوله
لانى يمكن قلت كل الى كان ممكن اقوله


 

رد مع اقتباس