إنه لمن الغريب أن أكتب إليك بعد كل هذا الصمت
و لكنني أدركت
أنك وجهتي الدائمة و وجهتي التي لا مفر منها و لا مناص
كلما ابتعدت عن أبوابك و كلما لزمت الصمت
و كلما انخرطت في قراءةٍ بعيدةٍ كل البعد عنك و عني
أجدك عنوان سطوري
أنت الموضوع لكل مقال
و البداية لكل نص
و الفكرة التي تختزلها خواطري و نثري
آهٍ منك
يا دمعي الذي أعمى عيني
يا فكري الذي أرّق ليلي
يا سهادي الذي أجزع وحدتي
أ أتخلى عن كبريائي الآن ؟
و أنسى الجرح الذي تركته في قلبي ؟!
أ أكتب إليك كما كنت أكتب إليك منذ ثلاثة أعوام ؟
رسائل مملوءة بالاشتياق و العاطفة فقط
بعيداً عن الألم و الحزن و الوجع !
سأكتب إذاً كيف الحال ؟
كيف أنت و أنت البعيد عن الروح ؟
غبتُ عنك عام
بلا سلامٍ و لا أيّ وصال
أتراك تعتب ؟
أم أن صمتي لا يؤثر في نفسك شيئاً ؟!
لأخبرك أمراً
اشتاق إليك
اشتاق للحديث عنك
اشتاق لترديد اسمك
اشتاق للكثير و الكثير لكل ما هو متعلقٌ بك
و ما زلت أتمنى أن تكون مثلي
تشتاقني و تذكرني و تحب الحديث عني
رغم أني على يقينٍ بأن الحياة قد أرغمتك على إهمالي
لكن لا بأس
اهملني
فأنا أهملتك عاماً
و سأهملك أيضاً بعد النقطةَ الأخيرة .