دار بيني وبين أحد الأصدقاء كلامٌ مطول عن السلام .
فكتبت هذه الكتابة على عجلة وضعت نسخة هنآ وأخرى تم إرسالها لذلك الصديق ...

مدخل : ليس كل من يهتف بالسلام يسعى للسلام ... فكم من أزمة نشأت بعد الإفصاح عن الرغبة في السلام ..

عندما يكون البحث عن السلام بعد الهُتاف بخطابات الإستعلاء أشبه بإشعال النار في الهشيم ..!
والرقص على أنغام تلكـ النيران التي تضيئ لياليه المُظلمة ... لإحياء الجدال الذي كانت بوادره على وشك الإختفاء ...!
فهي فطرة البقاء تقود الكثير للالتفاف من آخر المضمار.. ومحاولة الابتداء مجددا.. أو الخروج بشرف التعادل ..!!
ففي جميع تلكـ الحالات لا يوجد خسارة بالنسبة له ... فهي خيارات مناسبة جدا بل مكسب جيد ..!!
هنآ نقول أن الخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو (( السلام ))
فهو شماعة فقط لإخفاء كيان الكبرياء الممزوج بحسرة المرارة من الهفوات السابقة في ركاكة التعبير ...
السلام أسمى بأن يكون هكذا فيُستَّغَّلّ ...
للسلام بابٌ واحد إسمه التواضع والتسامح فمنه يدخل السلام والمسالمين ...
بعيدا عن ضوضاء التعبير والبحث عن التغيير سؤال يدور لماذا السلام بالذات من يكون كبش الفداء لكل محاولات الغدر والخيانة ...!
ليس العيب بالسلام وإنما العيب بكيفية استغلال السلام وعلى ماذا يتم طلب السلام ؟؟!!

الجدير بالذكر وما يدور بالفكر والأدهى والأمر لمَ السلام هكذا اُختِصر ؟!!


دوما الأيادي ممدودة بالسلام ولكن لن تُصافح إلا الأيادي التي لا تُحاول إثبات قوة قبضتها أثناء طلب السلام ...!

يبقى بحرُ الكفاءة صحراء قاحلة بالنسبة للذين لا يجيدون السباحة فيه ... فسرعان ما يموت عطشاناً أسِفاً من أراد الوصول للكفاءة وهو مُفتقد لمقوماتها..
دوما وأبدا ما تكون نهاية الخُيلاء والتعالي على الذات مقبرة الحسرة والفشل ..!!
من الجيد أن يبحث الشخص عن السلام مع ذاته وشركاءه المتشاكسون بدواخله أولا...ومن ثم يسعى للسلام بمعناه وأركانه السويه مع من هم حوله ...!!

مخرج : هناكـ من يبحث للعناق فقط لِيستطيع إخفاء تعابير وجهه المُتعكره عن الطرف الآخر لحظة العناق ..!

تحية طيبة لكل من يؤمن بمعنى السلام ..


عاشق من عالم آخر