عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-19, 04:25 PM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:58 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي قبيلة "الباجاو".. كالأسماك تموت دون ماء



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحياة على اليابسة بالنسبة إلى الباجاو أصبحت شبه مستحيلة

لأكثر من 5 دقائق يمكن لرجال الباجاو وأطفالهم البقاء تحت الماء متجوّلين باحثين عن الأسماك، ليس ذلك فحسب؛ بل بإمكانهم أيضاً التنقّل بين البيوت المقامة فوق البحر عبر طرق مائية داخل القرية التي أصبح معظم أهلها لا يقدرون على العيش فوق اليابسة.

ففي مناطق جنوب آسيا؛ تحديداً إندونيسيا والفلبين وماليزيا، تعيش قبيلة الباجاو، أو كما يسمون أنفسهم "شعب ساما باجاو"، وقد هاجر بعضهم خلال الـ 50 عاماً الماضية هرباً من الصراعات في الفلبين، وشكّلوا سنة 2010 أكبر الأعراق في إقليم "صباح" التابع لماليزيا.




الحياة على اليابسة بالنسبة إلى الباجاو أصبحت شبه مستحيلة، فقد أُطلق عليهم "بدو البحر"؛ نظراً لعيشهم في المياه، وتنقّلهم على متن بعض الزوارق الخشبية البسيطة، كما أنهم يسكنون في بيوت مقامة على أعواد خشبية، ويعتمدون الصيد لكسب الرزق.





بمعزل عن الآدميين يعيش أبناء هذه القبيلة منذ وجودهم، وفي معظم الحالات لا يلتقون أفراداً من خارج قبيلتهم منذ أن وُلدوا وحتى مماتهم، لكن أعدادهم اليوم بدأت تتناقص بسبب الاندماج الثقافي مع الشعوب المجاورة، وجهود البرامج الحكومية الماليزية لضمهم وتوطينهم.

- أصول الباجاو

تم اكتشاف الباجاو وتسجيل وجودهم بواسطة المستكشف والرحالة الإيطالي، أنطونيو بيجافيتا، سنة 1521، والذي ذكر في كتاباته "رحلة ماجلان حول العالم"، اشتهارهم بالقرصنة وتجارة العبيد في فترة الاحتلال الأوروبي لآسيا، في القرن التاسع عشر ميلادي.

الروايات حول أصول "الباجاو مختلفة؛ إذ تحكي أسطورة أنهم ينتمون إلى شعب كان يسكن اليابسة، ويحكمهم ملك له ابنة ابتلعها البحر في عاصفة شديدة، فأمر الملك شعبه بالبحث عنها، فرحلوا إلى البحر، لكنّهم لما فشلوا في العثور عليها قرّروا البقاء خوفاً من الملك.





وتشير رواية أخرى إلى أنهم شعب مُنِع من العيش في الأراضي الماليزية، بعد هجرتهم من الفلبين. وتقول أخرى إن رجلاً ضخماً يدعى باجاو أمر شعبه باللحاق به خلال رحلاته البحرية؛ لأن البحار ستفيض ببركتها وجودها، ما سيسهّل عملية الصيد بالنسبة إليهم.

لسان الباجاو ينطق أكثر من لغة، ويعيش معظمهم ضمن مجموعات يشكّلونها على أساس لغة مشتركة، لكن مجموعات أخرى انتقلت للعيش على اليابسة، وتخلّت عن نمط عيشها القديم، فبدؤوا العمل بالزراعة، وتربية المواشي، وبعض الحرف اليدوية.




ومن أشهر اللغات المنتشرة بين شعب الباجاو الملايو بولينيزية، وهي مجموعة من اللغات الأسترونيزية، ويتكلّمها نحو 385 مليون شخص، وهي خليط من اللغات السنسكريتية والعربية التي تأثرت بالديانات الهندوسية والبوذية.

أما الدين المنتشر فهو الإسلام (نسبة 95%) ويتّبعون المنهج السني، كما توجد أقلّيات تعتنق المسيحية البروتستانتية والكاثوليكية، ويعدّ التمسّك بالدين قيمة اجتماعية وأخلاقية عالية، ومع ذلك لا توجد مساجد أو دور عبادة إسلامية على الشواطئ القريبة من مكان سكن شعب الباجاو.



السكان والتجارة

ويبلغ عدد سكان الباجاو نحو مليون نسمة؛ 470 ألف نسمة في الفلبين بمناطق أرخبيل سولو، وشبه جزيرة زامبوانغا، ودافاو ديل سور، وجزيرة مينداناو، إضافة إلى 437 ألفاً في ماليزيا، وعدد غير معروف في مجموعة مقاطعات كليمنتان، وجزيرة سولاوسي بإندونيسيا وبروناي.



مصدر رزق الباجاو يرتكز على ما يصطادونه من الأسماك وأصداف اللؤلؤ وخيار البحر غالي الثمن، ويعتمدون على العائد منه في تأمين احتياجاتهم المعيشيّة، ولا يعرف هؤلاء النقود، بل إنم يعيشون على مقايضة صيدهم مع سكان اليابسة الأقرب إليهم لتأمين احتياجاتهم من الأرز والطعام.



وأطفال هذه القبيلة لا يذهبون إلى المدارس، بل يتعلمون في عمر مبكّر أساسيات صيد الأسماك وصناعة القوارب، ويبدؤون التدرّب على اصطياد الأسماك الخطرة، وعند بلوغ سن العاشرة يتدرّبون على الغوص لأعماق مختفلة تحت سطح البحر.




وإلى جانب ذلك يتعلّم أطفال الباجاو حسابات وأبعاد **** الصيد التي ستساعدهم في اصطياد الأخطبوط، وأخطر أنواع الأسماك المعروفة بـ "دوار البحر"، ويحترف صغارهم صناعة القوارب الفريدة التي يستخدمونها في التنقّل بين بيوتهم الخشبية التي يصنعونها أيضاً.




وعلى الرغم من أن الكثير منهم لا يعرفون أعمارهم، ولم يتعلّموا الكتابة والقراءة في حياتهم، فإنهم شعب مسالم يتميز بالهدوء والكرم، ويصبّ كل اهتمامه في علاقاته على الأخوّة والمشاركة للحفاظ على التماسك الاجتماعي، كما أنهم لا يعرفون الطبقية وأنظمة الحكم والطائفية.