يكثر الناس بين الفترة والأخرى مناقشة موضوع لباس المرأة، وهل الواجب عليها ستر جسمها أم على الرجال غض البصر؟ والسؤال: لماذا لا يكون الأمران معًا؟ اعلم أيها القارئ أن الله سبحانه وتعالى عندما نهى آدم وحواء عن الأكل من الشجرة، نهى عن الاقتراب منها، وهذا ما يسمى «سد الذرائع». قال تعالى مخاطبا آدم وحواء: «ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين». قال أهل التفسير: عندما نهى عن الأكل من الشجرة نهى عن الاقتراب منها، فقال: «ولا تقربا» ولم يقل: (ولا تأكلا). فيه النهي عن الأكل وزيادة، وهذه فائدة بلاغية، فالأكل داخل في النهي من باب أولى إن كان الاقتراب منها منهيا عنه. وفي هذا أيضا أن كل ما أدى إلى حرام فهو حرام. لا أريد الإكثار من الكلام، فخير الكلام ما قل ودل. هناك مثل مصري قد يناسب ما نحن في ذكره، وهو: «المال السايب يعلم السرقة». وقيل: لا تطلق خرافك على الذئب بحجة أن الواجب على الذئب احترام نفسه. فقد قالوا في الأمثال: «الذيب ذيب ولو صار حبيب». واللبيب بالإشارة يفهم! رحم الله من غض بصره رغم كثرة السفور والتبرّج والاختلاط، ورحم الله من تسترت من أعلى رأسها إلى اخمص قدميها وساعدت الرجال في غض أبصارهم.