عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-19, 10:06 AM   #15
EVE

الصورة الرمزية EVE

آخر زيارة »  يوم أمس (09:27 PM)
المكان »  عام 2009
الهوايه »  هواياتي كثيرة

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ترآنيمـ الفرح مشاهدة المشاركة
وحيدة في سفري إليك..
كلّ من في الحافلة لديه رفيقُ سفرٍ ،
إلاّ أنا وحيدةٌ ليس لي رفيق ،
تصاحبني فرحتي بالوصول إليك ،
أخذت مكاني بجوار النافذة ،
ومنذُ إنْ بدأتْ رحلتنا وأنا أتطلّع من نافذتي
لأرى مناظر الطبيعة أمامي ،
فمنها ماهو جنّة خضراء ،
ومنها ماهو أرضُ قفرٍ جدباء ....
وهناك جبالٌ شاهقة مجرد النظر إليها يشعرني بالخوف ....!!
طال بنا السفر منذ الصباح الباكر حتى المغيب ،
آخر منظر رأيته هو لوحة الغروب الفاتنة ؛
الشمس تمشي باستحياء نحو الغروب ،
وكأنها تقول لي أعذريني إن فارقتك فقد حان وقت راحتي ...
جميلة جداً وهي تُلَمْلِم فستانها الجميل - بلون العسجد -
لتتواري خلف الأفق ..!
ساد طريقنا الظلام ، إلاّ من أنوار باهتة متقطّعة تُرىٰ من بعيد ....
واستمرتْ رحلتنا في سكون ، لايُسمع فيها سِوَى صوت الأطفال ،
يبدو أنهم قد أضجرهم طول السفر ..
. وأنا أسَلِّي نفسي بأنها لحظات فقط ونلتقي بعد فراق أربع سنوات ...!!!
بعد وقت ليس بالقصير وصلنا المحطة ،
وهنا سمعت بعض المسافرين يهنئون بعضهم البعض
(الحمدلله على السلامة )،
أعجبتني الفكرة ....!
جميل أن أقول لمن بجواري حمدلله على سلامة الوصول ...
ولكن ليس بجواري أحد !!!
بدأ المسافرون يتزاحمون على الخروج
وبقيت أنا في مكاني فلا داعي للعجلة حتى يخرج الجميع ...
رأيته وقبل أن تراه عيناي رآه قلبي ...
كان يتفحص الخارجين من الحافلة وكأنه يقول لهم : أين هي حبيبتي ؟!
تعمّدتُ أن أكون الأخيرة ، وعندما لم يراني بين الخارجين
رأيته يَشْرَإبُّ برأسه ليرى من تبقى ، حينها لوّحتُ له بيدي ،
كانت الفرحة تنطق بها عيناه ، حملتُ أغراضاً كانت بيدي وتوجّهتُ للخروج ،
تلَقَّاني بِكُلِّ فرحة ، أخذ أغراضي وحقيبة سفري ،
وانطلقنا الى بيتنا ... كان سعيدٌ جداً ،
مرّة يسألني ماذا يحضر لي عشاء ؟
ومرة أخرى يسألني عن رحلتي هل تعبتي ؟!!!
ومرةً يأخذ يدي يلثمها بحبّ ؛
قائلاً : كم أشتاقك وهذه اليد ...!!
-قلت له مازحة لماذا لاتقول لي ..؟؟
-ماذا أقول ..؟!
-قل لي : حمداً لله على سلامة الوصول ..!
ضحكنا قليلاً وعشنا أياماً معدودات ....
كانت جميلة بكلّ مافيها ... !!
ثم حان وقت عودتي ، لنعود مرة أخرى
نقاسي البعد ، بسبب أوضاع سيئة،
ليس لنا يدٌ فيها ...!!
سألقاه قريباً - باذن الله -
وأعيد تلك الرحلة وحيدة فلابأس أن أتعبَ قليلاً
إذا كانت جائزة تعبي لقائي بمن أحبّ .....!!

ذكرى جميلة ..
قد أثرتِ شجونا يا ترانيم
و قامت عاصفة الذكرى من قلب حروفكِ
لتثير فوضى عارمة داخلي
لم يرتبها إلا الدمع
شكراً للحياة إذ جمعتكما
شكرا للشمس إذ رافقتكِ
و للظلام إذ رعاكِ
و لصوت الأطفال إذ خرق السكون
شكراً لعيناه إذ التقت بعينيكِ
و للرحلة إذ حملتكِ إليه
شكراً للقدر
في كل مرة

لو أني حكماً هنا
لضغطت الزر لصالحكِ
وفقكِ الله عزيزتي ترانيم الفرح