عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-19, 11:20 AM   #1
عاشق الحرية

الصورة الرمزية عاشق الحرية

آخر زيارة »  04-22-24 (12:41 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي مُراقص الدمى ...!



أتقن فنَّ التلاعب بالخيوط...

وأحكم قبضة أصابعه على أوتار تلك الخيوط ...


هو يمتلك دمية... ولكن يُريد صيانة تلك الدمية...

كان يُكثر من إختلاس النظر لهآ... يحاول حمايتها

من أصحاب موهبته...!

أقفل عليهآ بإحكام...ويُشرف عليها بإنتظام.. حتى في آخر الليل والناس نيام ...!


إزدادت تلك الموهبة ... فأراد لهآ التجربه...!

أخذ يبحث عن الدُّمى بإستمرار ...
فقط يرغب بإطفاء لهفته بدون أيَّ إنتظار ...

ما إن يُحكم سيطرته عليها بإحكام يبدأ يتلاعب بهآ بإقتدار ...

يتلذذ بالإستماع إلى أنين الدمى عبر الموجات المنتقلة خلال تلك الخيوط...

إحترف الفن أكثر وأكثر.. حتى أصبح مثل الأخطبوط

يتلاعب بمجموعة من الدمى في آنٍ واحد ...

حتى ينتزع ما بدواخل تلك الدمى من حشوٍ وفروٍ ...!

ويتركها لسلة العراء حبيسة السهر بلا غطاء أو إيواء ...

أتقن الرسم بتلك الخيوط...
فيرسم الأمل والعشق والحب ...
يرسم التضحية والوفاء...

ليستدرج الدمى من جميع الأقطار ويقعن في شباكِ خيوطه بلآ حراكٍ أو فرار...

ومازالت دُميته محفوظة مصيونة... لآ تظهر لأحد ...!

في أحد الأيام خرج وهو يسحر الدمى من حوله بفنه...

حتى إستقرت به الأقدام إلى أحد الأحياء ...!

لاح به البصر أو ربمآ القدر إلى شرفةٍ تُطل على البحر..
وإذا بدميةٍ تسترق النظر إلى القمر ...

أعجبه كثيراً ذلك المنظر وجمال المظهر ..

وفجأة هطل المطر ..

واختفت الدمية عن أُفِقِ النظر ...

عاد وبالكاد إستطاع أن يصل...

أخذ يفكر كيف له بهآ أن يظفر...

أرخى خيوطه عن بقيةِ الدمى .. وآن لهآ أن تتحرر..

عاد إلى تلك الشرفة في الليلة التالية .. لعل وعسى أن تظهر ... ولكن بلآ فائدةٍ تُذكر ...

ثالثة ورابعة حتى أنهكه السهر ...

وعندما إنتصف الشهر ... عاد إلى تلك الشرفة يُمني النفس بحلاوةِ النظر ... انتظر انتظر انتظر ...

أخذ يقضم أصابعه من الندم و القهر... حتى فقد الإحساس بجميع أصابعه وما شعر...!

خرجت تلك الدمية في موعدها مع البحر والقمر

لفت إنتباهها فنان الدمى المقتدر...

نظرت إليه بحذر ...

هالها سوء المظهر ..

أين ماكنت به تفخر..

الآن لا شيء منك يُنتظر ...

عرف أن خيوطه لم تكن السبب وراء سيطرته على من سبقها من الدمى ...
بل كان الهوى من أول نظره ... والتصديق بحلو الكلمة ...
وانشغال الأهل والأسرة عن ملئ الفراغ لدى تلك الدمى المشتته...!

عاد بخطى مهترئه... وكان يُراقب سوءةَ أفعاله في تلك الدمى السابقة ...

بقايا دمى لآ يُرتجى منها فائدة ...

كيف السبيل لإعادة الدمى إلى وضعها السابق ..

لآ فائدة تُرجى فكل شيءٍ انتهى ومضى..

القلب يحترقِ من هول ما يرى ...!

فكر وإستذكر أنه يملك دميةً قد أبعدها عن مصدر الخطر ...

عاد مسروراً ونسي أنه أهملها شهراً ...!

دخل إلى المكان ولا شيء فيه يُشتت الأذهان...!

إلا حبلٌ مُتدلى على عُنق الدمية قد إلتوى ..؟!

فأصبحت جثةٌ هامدة... بلآ حراكٍ جامدة..
في يمينها رسالة عشقٍ عابرة .......!!!

ادرك أنها وقعت ضحية أحدِ مُحترفي فن تحريك الدمى بالخيوط ...!

فكانت تلك هي النهاية يا سادة ...!

عذراً إنها كتابة عابرة وكانت على عجالة ...


.. إنتهى..

تحية طيبة

عاشق الحرية


 
مواضيع : عاشق الحرية


التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الحرية ; 04-05-19 الساعة 11:34 AM