عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-19, 01:01 AM   #1
محمد الرباطي

الصورة الرمزية محمد الرباطي
Son of Aden

آخر زيارة »  05-02-24 (10:13 AM)
المكان »  قلب عدن ❤
الهوايه »  الكتابة الحرة _ صيانة الجوالات
- تُحيط بنا الهزائم لكن ما خُلقنا لننهزِم .. 💜🔕
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

Domain Eaad3e3d1a احسنوا لرائحة الجنة .. ( مشاارك )



تخاصم مع أمه صباحاً وخرج غاضباً من المنزل،كان السبب واهياً جداً لم يعدو أن لم يجد القهوة فقام مستنفراً يحاسب أمه على أنها دائماً تتأخر في اعدادها له حتى أصبح يمل من الإنتظار، خرج ولم يراعي شعور أمه ولم يرأف لحالها ولم يتعب نفسه بأن يجد لها حجة تمنعها من اعداد القهوة له رغم أنه رجل قد بلغ سن الرشد وباستطاعته أن يعِد القهوة بنفسه، وهو يمشي في الطريق يأتيه ضمير التأنيب فيعاتبه على تعامله مع أمه بتلك الطريقة ،ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأم هي أحق الناس بصحبة ابنها، ألم ينهاك الله عز وجل بأن لا تقل لها أفِ ،التأفف فقط منهي عنه لأن الأم تتأذى من أبسط الكلمات خاصة لو كانت من طرف أبناءها الأعزاء وكما يقال:" ليست الكلمات التي تؤذي وإنما من تخرج منه" ، يستمر الضمير في معاتبته أكثر وأكثر حتى شرع في تخيل أمور سيئة ماذا لو رجع للمنزل ووجدها قد توفيت؟! ماذا سيفعل ،هل سينفع الندم حيناها؟! صنع في رأسه عدة سيناريوهات مؤلمة تمنعه من لقاء أمه عند رجوعه ولم يستطع تخيل تلك المواقف المؤلمة ،فتوقف في الطريق يفكر، هل أتوجه إلى الجامعة أم أرجع إلى المنزل وأعتذر إلى أمي؟! هذه المرة أثر أمه على الجامعة وذهب إلى محل بيع العطور واشترى لها قرورة عطر بسيطة لعدم توفر المال لديه ولكن أحب أن لا يرجع خالي اليدين، وذهب مسرعاً إلى المنزل وهو يبكي ويقول هذه المرة الأخيرة ولن أرفع صوتي على أمي مرة أخرى، وصل إلى المنزل ودق الباب بشدة حتى خرجت إليه أمه ومن فرط العجب عانقها بسرعة، الأم مستعجبة ومستغربة" مابه هذا الولد"، فقال :" أعتذر منك يا أمه لأني رفعت صوتي عليك"، الأم بابتسامة ولسان ممازح، " لا تقل لي أنك تخلفت عن الجامعة بسبب بسيط مثل هذا؟! " يزداد بكائه من تلك الكلمة كونها حتى وفي تلك اللحظة تفكر في حاله وتر أن رفع صوته عليها مجرد شيء بسيط، يخرج قارورة العطر من جيبه ويهديها لأمه ويقبل رأسها ويديها وأوشك على تقبيل قدميها لو لم تبادر لمنعه وهو يريد أن يسمع منها كلمة قد سامحتك، فترد مسرعة سامحتك يا بني لا تلقي لذلك بالاً ،
يلا إذا انزع ثيابك وتعال اشرب القهوة لقد توجهت قبل قليل إلى المحل من أجل شراء الحليب،
سامحته أمه ورجع هو عن خطئه وانتهت القصة، قد تكون نهاية سعيدة ولكن أريد أن أذكرك أيها الأخ الطيب والاخت الطيبة أنه ليست كل النهاية تكون بمثل هذه، تخيل لو رجع هذا الإبن إلى أمه فبدا له ما كان يحتسبه ووجد الموت قد أخذ أمه ًكيف ستكون ردة فعله وهل سينفعه الندم؟! لا يزال هناك وقت تستطيع أن تصالح أمك وإن كانت هي المخطئة في حقك، ضعها قاعدة في رأسك" لا أحد في الدنيا يعوض مكان والديك " فأحسن إليهما قبل أن يفرق الموت بينكما.



محمد بن مصطفى العدني . ..