عرض مشاركة واحدة
قديم 04-24-19, 04:38 AM   #1
أهازيج الحرية

الصورة الرمزية أهازيج الحرية

آخر زيارة »  08-26-22 (01:20 AM)
المكان »  المغرب
الهوايه »  الكتابة، التصميم

 الأوسمة و جوائز

Icon N7 فصول من حياتي - تتمة



شكرا على تفاعلكم مع الجزء السابق ،و أعتذر منكم على التقصير .. أحبكم


أنا الآن وحيد بغرفتي هنا بالأعلى، كومة من الدفاتر و الكتب منتشرة حولي، أنا على يقين من أنها سوف تبتلعني ذات يوم . لقد انتهيت من بعض التمارين الحرة للتو، فتحت الحاسوب لأرى جديد أخبار أصدقائي عبر موقع "الانفصال الاجتماعي"، وجدت كثيرا من الأشياء قد فاتتني بالفعل بينما أنا مستغرق في دراستي وسط كتلة الأوراق و الكتب المبعثرة هناك .. إعجابات، فتعاليق و أحيانا مشاركات .. لم يكن هناك شيء يسعدني اكثر من الدخول و تفقد حسابي ثم تبادل الرسائل مع بعض الأصدقاء بعد يوم شاق و متعب ..
ها هي ! إنها هنا .. عائشة متصلة ، إحدى صديقاتي بالعالم الافتراضي ، لا أذكر كيف تعرفت عليها و لا بأي شكل ، إلا أنها غدت واحدة من أقرب صديقاتي ، أو دعنا نقول أنها أقرب صديقة لي، فكل البنات من معارفي لا تربطني بهن سوى علاقة أخوة تتخللها أحاديث نادرة و قصيرة في كل مرة (كأني سمعتك تقول معقد ههه صدقني لم أكن كذلك).. أما عائشة فإنها أكثر من ذلك، أحترمها كثيرا، و هي ربما مولوعة بالرياضيات مثلي أو أقل مني ، فهذا ما لمسته من أحاديثها معي ، و كنا من نفس الفئة العمرية تقريبا .. لقد كانت خفيفة جدا، سواء برسائلها أو بمنشوراتها الجميلة، و كنت أجد راحة في الحديث معها عكس غيرها من البنات اللواتي كانت تثقل علي أحاديثهن . لا أتذكر كثيرا ما نوع المواضيع التي كنا نتحدث عنها، لكن كنت أفصح لها عن جل مشاكلي و عن أحوال دراستي و كانت هي أيضا تفعل الأمر نفسه ، و قد أكون متصلا أحيانا و لا أنتبه لوجودها، أو قد أتجاهلها أحيانا بغير قصد، لكن لم يكن ذلك ليمنعها أو ليضرها من أن ترسل لي رسالة سلام أو رسالتين أو ربما حتى ثلاث .. لقد كنا في انسجام تام، رغم أنها ليست مغربية، فعلى ما أذكر (وذاكرتي بالمناسبة ضعيفة) يمنية مقيمة بالمملكة العربية السعودية ، وربما يكون هذا هو السبب الذي شجعني على الانفتاح عليها أكثر،فأنا من النوع الذي يميل إلى الإفصاح عن أحواله لغريب أكثر من القريب ..
لقد كانت عائشة طيبة جدا، و كانت تصبر على أحاديث شخص ممل مثلي و الذي لا تخرج مواضيعه عن دائرة المنزل و الدراسة و الأيام الرتيبة التي اتخدت لها لونا وحيدا و كئيبا .. كان كل منا صديقا حقيقيا للآخر و لا يجد راحته إلا بالحديث معه . لقد كانت صديقة أكثر من رائعة و في منتهى الطيبة رغم أن صداقتنا لم تدم طويلا كما هو الحال بالنسبة لكل شيء جميل في حياتي ..