كنت إذا سمعت بأن شهر رمضان اقترب ارتسم على ذاكرتي ما أنتظره من هذا الشهر وشرعت في الخيال واعداد سيناريوهات ،فكنت أتذكر مسلسلي المفضل" باب الحارة" وأفكر في هل سيكون هناك مجال أو احتمال لعودة العقيد أبو شهاب" ثم إذا عاد ماذا يمكن أن يحدث؟! وشرعت في تذكر البرامج الفكاهية أي برنامج هذه المرة سيلفت نظري وهل هناك موسم جديد لرامز قرش البحر وغيره ،كنت اتجول في القنوات الفضائية وأراقب الإعلانات ،لا أكاد أصدق عاشور العاشر الموسم الثاني قد أنجز وسيعرض في رمضان ،أكادا أطير من الفرحة وأبرمج وقتي قبل أن يدخل هذا الشهر حتى،هذا كان متعلق فقط بما يعرض على التلفاز أما بما يعرض على البطن فالشربة والحلئ لا يكادان يفارقان ذاكرتي لقد اشتقت لهما وخاصة الحلئ في وقت السهرة وأنا ألعب الورق والدومينو مع الأصدقاء ،أما نهاري فكان كالليل لا أنام حتى تطلع الشمس فإذا غربت استيقظت وجل أيامي في رمضان تمر هكذا ،لم يكن يعتريني ذلك الشعور الذي يعتري أهل الإيمان ان رمضان شهر القرآن ،الشهر الذي يتجردون فيه من كل شيء ماعدا قراءة القرآن وسماع الحديث النبوي والإستئناس بالتسامر والتحدث في قصص الصالحين حتى ترتفع الهمة ويزداد العمل ويكثر الأجر والثواب في شهر المغفرة ،أدركت حينها أن الشيطان استولى على عقلي وقلبي وجعل كل جوارحي معه فهو وإن كان مصفداً في هذا الشهر إلا أن سمومه التي أحدثها في لا تزال تسري في عرقي ،سأحاول هذه المرة التبرأ من كل ما ذكرت فوق ولأول مرة سأحارب سموم الشيطان وسأعمل على عيش هذا الشهر كما كان يعيشه السلف،في المساجد نتلوا القرآن ونتدارس ونبحث في الآيات ونكتشف ما غاب عن الأذهان لعل وعسى أن يحي القلب في هذا الشهر ليعيش باقي الشهور ،إنه فرصة عظيم للتحسن نحو الأفضل هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن فكان خير الشهور فلا يستحق أقل من أن نعيش فيه بقراءة القرآن أناء الليل وأطراف النهار في كل وقت وحين .


_✍🏼 محمد بن مصطفى العدني_ .