الموضوع: ماهو التدبر؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-09-19, 11:56 PM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:44 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ماهو التدبر؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تدبر القرآن هو الغاية الكبرى من إنزاله ..
قال الله عز وجل [كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب] .

تعريف التدبر :
يقول ابن القيم: " هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله"

إن فهم القرآن وتدبره ليس مقصورا على العلماء فقط..
بل قال الله تعالى : "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"

كيف تتدبرين القرآن ؟!
يقول ابن القيم-رحمه الله- :
" إن أردت أن تنتفع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألق سمعك واحضر حضور من يخاطب به وتكلم به سبحانه "

️ ما الفرق بين فهم الآية وتدبرها؟.
قد يظن ظان أن فهم الآية يساوي تدبرها، مع أن الفرق كبير بينهما!!

فهم الآية أن تقول مثلاً:
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾
[سورة الأحزاب الآية: ٧١]
أي معنى هذه الآية:
أن الذي يطيع الله ورسوله حقق نجاحاً كبيراً في الدنيا والآخرة، هذا فهم الآية،
أما تدبر الآية:
أين أنت من هذه الآية؟ هل أنت مطيع لله عز وجل؟ وإذا كنت كذلك هل شعرت بالفوز؟ هل تعيش هذه الآية؟.

التدبر أن تسأل نفسك دائماً: أين أنا من هذه الآية؟.

لذلك: الله عز وجل يصف هذا القرآن الكريم بأن فيه ذكرنا:
قال تعالى: ﴿فِيهِ ذِكْرُكُمْ﴾ [سورة الأنبياء الآية: ١٠]
أي فيه نماذج بشرية.

مثلاً:
﴿كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ﴾. [سورة الذاريات الآية: ١٧]
هذا نموذج قد نكون نحن من هؤلاء..

﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ﴾ [سورة آل عمران الآية:١٣٥]
قد نكون

هناك مجموعة نماذج بشرية بالقرآن، فإذا قرأت القرآن، وأردت أن تتدبره, ينبغي أن تسأل نفسك دائماً هذا السؤال:
️ أين أنا من هذه الآية؟ هل أنا مطبق لها؟ هل أطبق هذه الآية تطبيقاً كلياً أم جزئياً أم تطبيقاً يسيراً؟ هل تنطبق عليّ آيات النفاق؟ هل تنطبق عليّ آيات المؤمنين؟

قال تعالى:
﴿الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً﴾ [سورة الأنفال الآية: ٢]
وقال أيضا سبحانه :
﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾
[سورة محمد الآية: ٢٤]

وبهذا يكون تدبر القرآن ومعرفة موقع النفس من كلام الله تعالى.. أهم أسباب الثبات ومراجعة القلوب والتفكر في حالنا .. وتفقد مكانتك عند ربك سبحانه..

فحين نقرأ قوله تعالى :
﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
فيرتجف القلب.. نخشى على انفسنا الزلل والفتنه فنسأل الله الثبات..
وما أن يصيبنا بلاء أو فتنة إلا حضرتنا هذه الآية فزادت قلوبنا ثباتا على دينه سبحانه.. فنرزق قلوب يقظة بالقرآن فطنت لما يثبتها وينجيها..
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك..

الوظيفة لم تتغير :
تعاهدوا القرآن.. ففيه صلاح الدنيا والآخرة..
سلو الله أن يفتح عليكم بتدبره وفهمه والعمل به ..
وصلى اللهم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
اللهم يامقلب القلوب .. ثبت قلوبنا على دينك