عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-19, 09:50 AM   #52
غريب الدآر

الصورة الرمزية غريب الدآر

آخر زيارة »  05-08-23 (01:58 AM)
المكان »  في أعماقي حيث الأمل بالله كبير والحلم حقيقة~
الهوايه »  reading and writing
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



~الجزء العاشر
’’بعد مرور أسبوعين’’
تم ترخيص حسام من المشفى وعاد إلى منزل والدته لتهتم به حتى تشفى كسوره
ولكن حتى ولو شُفيت كسوره كيف سيشفى قلبه من خسارة زهرة!
إنه لايشتهي الأكل,لحيته طالت وشعره منكوش,عيناه حمراوتان من قل النوم
المسكين حسام لم يخسر زهرة وحسب,خسر نفسه فلقد كانا واحد في جسدين مختلفين.
نجم لايزال في غيبوبة,وماريا لاتزال تعاني,وريفال...ريفال ترسم وتمهد طريقها لحسام
إنها لم تسمع منه منذ آخر زيارة لها للمشفى,ولكنها ستجد طريق يوصلها إلى حسام.
ارتدت ماريا حجابها وهمت بالخروج...
"أين؟"
"سأذهب لزيارة أختي"
"ولماذا لم تخبريني"
"إعتقدت أنك نائم"
"لاتتأخري وإلا..."
"وإلا ماذا,ستضربي؟ستصرخ؟"
خرجت وأوقفت تاكسي,لقد كذبت إنها ذاهبة لريفال,فحتى لو كانت سيئة تبقى صديقتها
طرقت باب منزل ريفال...
"أهلاً ماريا تفضلي"
"أهلاً"
ذهبت ماريا وريفال الى الغرفة وأغلقت ريفال الباب...
"ماريا إنني أشعر بالمسؤولية"
"تجاهـ ماذا؟"
"تجاهـ حسام,خصوصاً بعد وفاة زهرة"
"هل حقاً إبنه في غيبوبة؟"
"نعم,ولكن هذا ممتاز بالنسبة لي...لن يكون هنالك عائق بيني وبين حسام"
"ولكن ريفال إنه إبنه لن يتخلى عنه"
"إبنه في غيبوبة,دعينا من حسام ماذا ستفعلين مع زوجك"
"سأهرب"
ضحكت ريفال
"إلى أين منزل والدتك؟سترغمك على العودة"
"لا,إلى دولة أخرى"
"ماذا؟ هل جننتي؟"
"نعم,أكون مجنونة إذا بقيت معه,أكون مجنونة إذا بعت مستقبلي من أجله"
"ولكنك حامل"
"إنني في الأشهر الأولى...سأسقطه"
"ماذا؟وهل سيسمح لك بذلك"
"لايعرف أنني حامل"
"أوليس الإسلام يحرم قتل الجنين؟"
"ريفال أرجوك إنه نغمة ليس نعمة,إنظري إلى والده"
"ولكن ماريا إنه طفل بحق المسيح ماخطبك"
"وأنا طفلة تزوجته بعد إنتهائي من دراسة الهندسة مباشرة"
"كيف ومتى ستهربين؟"
"لا أعلم"
-جلس حسام ووالدته في الشرفة وأوراق الشجر تظلل عليهم,يتناولون الغداء...
"أمي إنني أشعر بعدم الحيلة...زهرة كانت حيلتي وقوتي"
"عزيزي جميعنا على هذا الطريق"
"أمي توقفي عن قول جميعنا على هذا الطريق,لو أنني إنتبهت لما توفيت"
"حسام لن أسمح لك بلوم نفسك"
"ونجم في غيبوبة,إنه أصغر من أن يحدث له كل هذا"
بكى حسام,فليس بيده حيلة غير البكاء حتى تجف عيناه,ولكن قلبه سيبكي ماحيا
لقد أحب زهرة وتعلق فيها,كانت هي حياته ولاشيء يعوضه عن وجودها بجانبه
ونجم إنه إبنه,إنه إبن زهرة,نجم هو كنز بالنسبة لحسام...نجم هو الأمل المتبقي لحسام.
إرتدت ريفال شال على شعرها وذهبت للكنيسة,فهي تشعر بأنها قريبة من الرب
جلست على كراسي الكنيسة وأغمضت عيناها,إنها لاتعلم أنها أتت تبحث عن التوبة
توبة قلبها قبل جسدها,توبة فكرها الذي يحثها على الإثم والخطيئة,التوبة.
في نهاية اليوم تمدد حسام على سريره بعدما قبلته أمه قبل نومه وكأنه طفل
ولكنه يشعر عكس ذلك,يشعر بالتقدم فالعمر,وكأنه في التسعين لا في الأربعين.
تمددت ماريا بجانب طاهر وهي تشعر وكأنها ترتكب إثم,لاتشعر بأنه زوجها
بل تشعر وكأنها مع غريب,فهو لم يعد طاهر الذي عرفته بداية زواجهما
إن ماريا تعي غلطها بالهروب ولاكن ماذا لو كان الغلط هو الفعل الصحيح؟.
**

:pv503112:


 
مواضيع : غريب الدآر