عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-19, 05:21 AM   #57
غريب الدآر

الصورة الرمزية غريب الدآر

آخر زيارة »  05-08-23 (01:58 AM)
المكان »  في أعماقي حيث الأمل بالله كبير والحلم حقيقة~
الهوايه »  reading and writing
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



~الجزء الحادي عشر
مر أسبوع وحسام لم يشفى بعد,لاجسدياً ولافكرياً ولاعاطفياً
إنه مريض بفقدان زهرة حبيبته ووالدة إبنه وزوجته,لم يتخطى خسارته لها يشعر
وكأنه خسر كل شيء ولم يتبقى له سوى نجم.
مر أسبوع ونجم لايزال مغمضاً عيناه لايتحرك ولايتكلم ولايلعب ويركض في الأرجاء.
مر أسبوع وريفال تعيش بأفكارها السيئة ووساوسها الذي تتحامل بداخلها.
مر أسبوع وماريا قد رسمت ومهدت طريقها للهروب من عش الزوجية,من طاهر
واليوم قد رتبت لها سفرة الى الخارج وحسمت قرارها بترك كل شيء ورائها من أجلها
من أجل نفسها وحياتها,قتلت طفلها وتركت بيتها,إستيقظت في الرابعة فجراً
إستقبلت القبلة وصلت الفجر وهي تبكي,دموعها لم تجف طوال صلاتها في تشعر
بالخجل من الوقوف أمام الله,إنها عاصية,تماماً كما كان يخجل حسام من زهرة
الله أمنها على طفلها فهو روح ولكنها خانت الأمانة,الذنب يأكلها ولكنها تقاوم
إنتهت من صلاتها حملت حقيبتها وخرجت من منزلها هاربة إلى المطار,لترحل!
إستيقظ حسام فجراً وذهب الى الحمام مستنداً على عكازته وتوضأ, قابل ربه صلى
الفجر ودعى لزهرة بالرحمة,دعى لنجم بالصحة والعافية وأن يستيقظ من الغيبوبة!
عندما حلَ الصباح دخلت والدة حسام غرفته ووجدته نائم على سجادته,أيقظته...
"حسام...بني إستيقظ"
فتح حسام عيناه وتغلغلت الشمس الى داخل عيناه لتظهر لونهما العسلي...
"أمي...كم الساعة؟"
"إنها الثامنة تقريباً...هيا إنهض وإغتسل لقد أعددت الفطور"
"حسناً"
تناول حسام الفطور مع والدته ولم يتحدث,فهو لايعلم مايقول,ولا هي الأخرى تحدثت
إنها تشعر بالحزن على حال إبنها وحفيدها,إنها مكسورة ولكنها تخفي ذلك أمام حسام!
صعدت ماريا إلى الطائرة وهي تشعر بقلبها سيخرج من مكانه إنه ينبض بقوة
هي تشعر بالخوف بالعزيمة والأمل,إنها مخذولة من نفسها ومن زوجها ووالدتها
إنها تعي أن قرارها خاطئ ولكنها إتخذته,لابأس الجميع يخطئ!
إستيقظ طاهر ولم يجد ماريا في المنزل,إتصل بها وهاتفها مغلق,وجد ورقة...
"طاهر...بالوقت الذي تقرأ أنت فيه هذه الرسالة سأكون قد رحلت ولم يبقى مني شيء
سأكون قد جمعت بقايا حياتي وشتاتي معي وتركتك,يمكنك تسميتها أنانية ولكنني
أحب نفسي,أريد أن أعيش...لن أستطيع فعل ذلك معك,أرجوك إدع لي بالتوفيق
زوجتك....ماريا"
مزق الورقة غضباً ورمى الكرسي وجلس على السرير يلتقط أنفاسه!
عندما حلَ المساء وقفت ريفال أمام منزل والدة حسام,طرقت الباب...
فتحت والدة حسام وهي تعلم بمجيئها
"أهلاً تفضلي"
"أهلاً بك خالتي"
"لم أخبر حسام بقدومك تماماً كما أخبرتني أن أفعل"
"جيد,أين هو؟"
"إنه في الشرفة يسقي النباتات,في الممر الثاني على اليسار"
"شكراً"
تقدمت ريفال إلى حسام بثوب أسود لامع وطرحة بيضاء تغطي نصف رأسها...
"مرحباً"
"ريفال...مرحباً بك"
"السلامة برأسك والله يرحمها"
"شكراً"
"ذهبت بالأمس إلى الكنيسة ودعيت لنجم"
"حقاً؟ شكراً لكِ"
"لابأس فأنت صديقي والصديق وقت الضيق"
إحتضنت حسام وغلغلت أصابعها بيت خصلات شعره الطويل,فهو لم يقصه منذ موت زهرة
"أوه لقد نسيت...أحضرت هذه لك"
أعطته زهرة التوليب الذي إشترتها له
"شكراً لكِ...أريد أيضاً الإعتذار عن تصرفي في المشفى لم يك..."
وضعت يدها على فمه
"لابأس لاتهتم...إنني ذاهبة,إلى اللقاء"
إبتعدت ريفال وتتبعها حسام بعيناه وهي راحلة,إنه لايشعر بشيء تجاهها كما كان
يشعر بالإنجذاب لها,إنه لايهتم لها ولا يشعر بالتوتر بجانبها كسابق عهده!
إتصل تلفون المنزل وأجابت والدة حسام...
"مرحباً"
"السلام عليكم,هل حسام هنا؟"
"نعم,من أقول له؟"
"محمود...المخرج"
"حسناً"
نادت والدة حسام عليه ليتحدث مع المخرج,ومن ثم لحقت بريفال لتودعها...
"إلى اللقاء...ما إسمك مجدداً؟"
"ريفال خالتي...إلى اللقاء"
رفع حسام التلفون
"السلام"
"وعليكم السلام حسام,عظم الله أجرك والسلامة برأس نجم ورأسك"
"شكراً جزيلاً على الإتصال"
"ولو أنت كأخي...إن إحتجت أي شيء أبلغني"
"حسناً"
"مع السلامة"
"إلى اللقاء"
أغلق حسام الخط وعاد إلى الشرفة,أخذ زهور التوليب الذي أحضرتهم ريفال له ورمى
بهم إلى القمامة,فهو يخاف...يخاف أن تعود مشاعره لها وتعصف به مجدداً
كما عصفت به وقت ماكانت زهرة معه...والآن زهرة ليست معه...إنه وحيد!
**
وش رايكم بشخصيات الرواية؟حللوها بإسلوبكم


 
مواضيع : غريب الدآر