عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-19, 10:13 AM   #65
غريب الدآر

الصورة الرمزية غريب الدآر

آخر زيارة »  05-08-23 (01:58 AM)
المكان »  في أعماقي حيث الأمل بالله كبير والحلم حقيقة~
الهوايه »  reading and writing
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



~الجزء الثاني عشر
*بعد مرور شهرين*
نجم إستيقظ ولكنه ينام لساعات طويلة ولايزال في المشفى!
حسام تشافى واصبح أحسن حالاً,ولكن حزنه لايزال مُلتهب,فهو يخفيه رغم أنه يؤلمه!
ريفال بدأت بتمثيل مسلسل ولكنها لم تنسى حسام,فقط أجلت موضوعه!
مر على هروب ماريا أسبوعان ولم يسمع منها أحد خبر,فيوم هروبها أخبر طاهر والديها
سألوا جميع من تعرفهم ماريا ولا أحد يعلم,إتصل طاهر بريفال ولكنها كذبت!
أخبرته بأنها لم تسمع من ماريا وظنت أنه هو من أخبرها ألا تتواصل معها على الإطلاق.
ماريا وصلت إلى الدولة التي هربت إليها,اليونان,إنها جميلة وعتيقة,هادئة ومزعجة
حنونة وقوية,تُحب ولكنها لاتتعلق,إنها تشبهه ماريا,بعدما وصلت ماريا إلى اليونان ققرت
أن تستأجر غرفة لدى سيدة يونانية بسعر رخيص,دبرت السيدة "كاليستا" مؤجرة ماريا
عمل لماريا في مكتبة زوجها المتوفي,ليس لديها أولاد فهي عاقر وزوجها توفي
في حادث,فهو كان سائق شاحنة,توفي زوج كاليستا وهي في الثلاثين وهاهي في
الخمسون ولاتزال ثملة على موته,أتمنى أن لايحدث لحسام كما حدث لكاليستا!
عملت ماريا ولاتزال تعمل في مكتبة زوج كاليستا,إنها تُجيد التحدث بالإنجليزية
وقد صادفها بعض السياح العربيين,إن الحياة في اليونان جميلة ولكنها مخيفة
إنها تسبب لماريا في الليل أرق,لاتعلم لماذا,هي تشتاق لوالدتها ووالدها وتراودها
أيام تشتاق لطاهر فيها,فهو يحبها ولكنه يبغض بعض أفعالها وتصرفاتها!
إنه عصبي ويضربها ولكن الندم يجري في عروقه بعدها,إنه مُعقد وصعب..
تماماً كالحياة في اليونان,ماريا تعلقت بالكتب والكتابة,فهي قد بدأت تكتب مذكراتها
تكتب عن اليونان وعن نفسها تكتب عن أهلها وعن زوجها,تكتب في سلام!.
في ليلة باردة والرياح فيها قوية خرج حسام ووالدته وذهبوا إلى المشفى لزيارة نجم
دخل حسام إلى غرفة نجم بينما ذهبت والدة حسام إلى الدكتور لتتابع حالة حفيدها...
جلست والدة حسام على الكرسي مقابل مكتب الدكتور...
"دكتور كيف حال نجم؟هل لايزال ينام لساعات طويلة؟"
"نعم"
"لم يتذكر شيء بعد؟"
"للأسف لا"
تنهدت والدة حسام وكأنها فقدت الأمل,فنجم لايتذكر شيء"
جلس حسام بجانب نجم يمسك بيده..
"إبني العزيز,عندما تتذكر ستحضنني بقوة حتى نصبح جسد واحد"
"زهرة...من هي زهرة؟"
وقف حسام في دهشة وبهجة,لقد تذكر إسم والدته!
"إنها والدتك...عزيزي هل تذكرت؟"
"والدتي...أين هي؟"
عض حسام على شفتيه في مرارة فنجم طفل كيف يخبره بأن والدته قد توفيت
"لقد سافرت"
"وأنت...ماإسمك؟"
"أنا والدك ياعزيزي...إنظر إلى الصوره...هذه والدتك تمسك بك وأنا بجانبكما"
"هذا أنا؟"
"نعم,فليس لديك توأم هههه"
إبتسم نجم وشعر بالطمأنينة تجاهه حسام,إنه لايزال طفل ولايعي مامروا به!
ذهب حسام إلى الطبيب...
"دكتور لقد تذكر نجم إسم والدته"
"حقاً؟وهل تذكر شيء آخر؟"
"لا,فقط الإسم ولم يتذكر أنه لوالدته"
"جيد إنه في تقدم ملحوظ"
"إذاً متى سيتم إخراجه من المشفى؟"
"بالنظر إلى حالته الصحية يمكنك القدوم وأخذه بعد أسبوع"
"لماذا أسبوع...ألا يمكن غداً؟"
"يجب أن نتأكد بأن عقله سليم وليس هنالك نزيف"
عاد حسام ووالدته إلى المنزل,تمدد حسام في سريره وغط في النوم!
أقفلت ماريا متجر الكتب وعادت إلى غرفتها,طرقت كاليستا الباب...
"تفضلي"
"ماريا هل أضع لكِ من العشاء؟"
"نعم"
"ستأكلين معي فلقد إنتظرتك"
"حقاً؟إنتظرتني لتتناولي العشاء معي؟"
"بالطبع فأنتي كإبنتي"
"شكراً كاليستا,سآتي على الفور"
أغلقت ماريا كتاب مذكراتها وغيرت ملابسها وذهب لتناول العشاء مع كاليستا...
"كاليستا...هل لي أن اسألكِ سؤالاً؟"
"بالطبع"
"لماذا إخترتي أن تصبحي ملحدة؟"
"ملحدة كلمة قوية,إنني آدمية,أكل وأتنفس,أفعل الخير وأفعل الشر ولكنني لا أؤمن بأن
هنالك من سيحاسبني عند وفاتي على مافعلته في حياتي"
"ولكن حتى في الدنيا هُنالك القانون"
"ولكنني سأموت عاجلاً أم آجلاً,عندها سأُنسى وكأنني لم أكُن"
"ألا تؤمنين بأن هنالك حياة بعد الموت؟"
"عزيزتي نحن لسنا بـزومبي لنحيا بعد مماتنا"
"لا أقصد الحياة,ولكن عندما تخرج الروح من الجسد أين تذهب؟ألا تُفكري بهذا؟"
"عندما تموت الروح يموت الجسد"
إختارت ماريا عدم الإجابة وإكتفت بالإستغفار بداخلها,فـكاليستا إنسانة جيدة ولكنها كافرة
ليست مسيحية ولامسلمة ولاحتى يهودية,ولكن ماريا لن تيأس ستعيدها إلى رشدها!
عادت ماريا إلى غرفتها وتمددت تكتب في مذكرتها,تكتب ماتعيشه وتعيش ماتكتبه.
تمددت ريفال وعلى عكس حسام لم تنم,إن الأرق متمدد على عيناها..
عيناها الحزينتين المكسورتين اللتان تتظاهران بالقوة أمام الجميع,إنها تحبه..
تحب حسام ولكن رغبتها بالتملك أقوى,إنها مكسورة وتشعر بالظلم,إنها لاتعلم بأنها
هي من تظلم نفسها,المسكينة ريفال إنها ضائعة!.


 
مواضيع : غريب الدآر