عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-19, 10:59 AM   #80
غريب الدآر

الصورة الرمزية غريب الدآر

آخر زيارة »  05-08-23 (01:58 AM)
المكان »  في أعماقي حيث الأمل بالله كبير والحلم حقيقة~
الهوايه »  reading and writing
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



~الجزء الخامس عشر
قال نجم ضاحكاً
"أبي يبدو وسيماً"
رفع حسام نجم..
"وأنت أيضاً تبدو وسيماً تماماً كأبيك"
"ألا أشبهه أمي؟"
أنزل حسام نجم وجلس وهو يمسح بيديه على شعره
"بلى ياصغيري...بلى,لديك لون شعرها ولمعة عيناها,إنك قطعة من روحها"
"أبي لماذا تبكي؟"
"لاشيء هنالك غبار دخل في عيني"
أمسكت أم حسام بنجم وقالت
"هل نذهب؟"
"نعم سأجلب مفاتيح السيارة"
وصلت ريفال إلى حفل عرض الأزياء وكانت كُل الأنظار عليها,إنها تتمشى بخفة كالخيال
أعين الرجال جميعهم دون إستثناء,تتتبع ريفال,مسامعهم أيضاً تتبع وقع كعبها
أجسادهم تتبع خصرها كيف يتحرك يميناً ويساراً بدقة تماماً كالساعة!
وصل حسام ووالدته إلى الحفل,جلس حسام ونجم على المقاعد بينما ذهبت والدته
لتلقي التحية على صديقاتها,رأت ريفال حسام وهرعت إلى دورات مياه السيدات
وكأنها إرتعبت منه,لاتريد حتى إلقاء التحيه عليه,حاولت أن تهدأ من نفسها ثم خرجت
وذهبت إلى حسام,تبدو واثقة من الخارج ولكن داخلها كالبُنيان القديم,مهترئ...
"حسام..."
رفع حسام عيناه إلى ريفال وألقى نظرة عليها من فوق إلى أسفل,كأنها السماء قد
أتت لتعتذر أنها أخذت زهرة,وقف حسام يمد يده لها...
"مرحباً آنسة ريفال"
"أهلاً بك,كيف حالك؟وكيف هو نجم؟"
"الحمدلله بخير,كيف حالك أنتِ؟"
"بخير"
إنها تكذب,إنها بعيدة عن الخير,على الأغلب بسوء,بحزن,وبمرارة!
"أبي من هذه؟هل هي أمي؟"
ضحك حسام وريفال في توتر كلاهما
"لاعزيزي إنها الخالة ريفال صديقة والدك"
"أهلاً عزيزي نجم كيف حالك؟"
"بخير خالتي فيرال"
ضحكوا حسام وريفال,قالت ريفال في إرتياح
"سأذهب لأجلس عن إذنك"
"بالطبع,أراك بعد العرض"
"بعد العرض"
ذهبت ريفال لتجلس على مقعدها ولكنها تلاقت بوالدة حسام
"أهلاً خالتي"
"مرحباً بك...ريفال صحيح؟"
"نعم,إلتقيت للتو بنجم وحسام حمدلله على سلامتهما"
"شكراً عزيزتي..."
ذهبت والدة حسام وجلست بجانبه...
"ريفال فتاة مهذبة.."
رفع حسام حاجب وأنزل حاجب
"نعم"
"لو كانت مسلمة لزوجتك بها"
"حقاً أمي! بجانب نجم"
"أعتذر بني لم أقصد"
"لم تمر سنة على وف..."
قاطعت موسيقى العرض حديث حسام,بعدما إنتهى العرض خرجوا المدعوين إلى الحديقة
لإحتساء النبيذ وتناول المكسرات قبل العشاء,ذهب نجم مع جدته وجلس حسام على
الكرسي بعيداً عن الموسيقى والإزعاج,أتت ريفال وهي تحمل كأس نبيذ...
"هل يمكنني الجلوس؟"
"بالطبع"
"شكراً,حسام إنني آسفة على وفاة زهرة"
"لابأس,مابكِ تبدين متعبة"
"إنني بخير,حقاً"
"هل تتذكرين فيلمنا؟هههه"
ضحكت ريفال بثقل
"كانت الحياة جميلة آنذاك"
"ريفال منذ وفاة زهرة وانا أشعر بالضعف,الإنكسار وعدم القدرة على الحياة"
"حسام عليك تخطي الأمر,لو كانت زهرة بيننا لما أرادت رؤيتك بهذا الحال"
"الله يرحمها"
طبطبت ريفال على كتف حسام من غير قصد,نظر إليها حسام وكانت تنظر إليه بعيناها
الجميلتان,اللامعتان بالأمل,إقترب ليقبلها ولكنها وقفت بسرعة...
"عن إذنك تأخر الوقت"
"إلى اللقاء"
ذهبت ريفال وهي لاتشعر بنشوة الفوز,مابها وكأنها ليست هي!
لقد سيطرت على حسام لا وبل كاد أن يقبلها,لماذا إبتعدت؟
عاد حسام إلى المنزل وإستحم,تمدد على سريره يفكر بريفال,ريفال لا أحد سواها
لايعلم مادهاه كان يجب أن لا يتقرب منها هكذا فهي فتاة محترمة وصغيرة
تناول الهاتف وإتصل بها,رفعت ريفال الهاتف...
"آلو"
"هل لي بمحادثة الآنسة ريفال رجاءً؟"
"حسام؟"
"ريفال...أردت أن أعتذر عن تصرفي"
"لابأس"
"مافعلته كان خاطئاً,أنتي مدعوة غداً"
"مدعوة؟"
"نعم لشرب القهوة,سأقلكِ في السابعة"
"إلى السابعة"
"إلى السابعة"
أغلقت ريفال الخط وهي تشعر بالسعادة ولكنها قلقة,خائفة,تخاف أن ينقلب عليها
شرها في منتصف سعادتها ويكسرها,لكنها لاتريد حسام لها بعد الآن لقد تابت
إنها لاتدرك توبتها ولكنها تابت,حسام رجل شهم ووسيم,حنون ومثقف ولكنها
لاتنظر إليه كما كانت سابقاً,إنها حائرة وبعينيها تساؤلات كثيرة!
أغلقت ماريا المكتبة وعادت إلى المنزل,كانت كاليستا تجلس وتخيط...
"مساء الخير"
"مساء الخير ماريا سأذهب لأضع العشاء"
"لابأس سأضعه أنا"
رتبت ماريا العشاء وجلست هي وكاليستا يتناولون الطعام..
"ماريا"
"نعم.."
"ماهو الإسلام؟أقصد كيف هو الإيمان وكل هذا"
"الإسلام هو السلام,والإيمان هو كالضوء يرشدك في وسط الظلام"
"لقد كنت مسيحية يوماً ما,أحببت الكنيسة وأحببت شعور الإيمان والدعاء"
"إذاً لماذا أصبحتي كافرة؟"
"منذ وفاة زوجي لم أذهب إلى الكنيسة ولم أفكر في الذهاب,لقد توفيت معه كاليستا
القديمة ذهبت معه كاليستا المؤمنة,لقد توسلت المسيح في غرفتي لأيام أن يأخذني
لكي أكون مع زوجي في السماء ولكنه لم يستجب لي"
وقفت كاليستا وعيناها مليئة بالدموع
"لقد شبعت طابت ليلتك"
**


 
مواضيع : غريب الدآر