عرض مشاركة واحدة
قديم 05-28-19, 04:45 PM   #1
غارقة بين ثنايا

الصورة الرمزية غارقة بين ثنايا
عهد الحياة

آخر زيارة »  04-23-20 (09:17 PM)
الهوايه »  المطالعة

 الأوسمة و جوائز

Icon N25 دوام الحال من المحال



غابت الشمس تاركة مكانها لبعض السحب الرمادية الداكنة التي ملات الفضاء
الواسع . الشوارع خالية والريح تصفر وحيدة بينما كان الجميع في بيوتهم يرجون دفئ الكانون في هذا الصباح الرهيب .فتح باب منزله المهترئ فاصدر صوت صرير عميق يبعث على الغثيان . عدل وضع جراب اكله واغلق الباب خلفه وراح يقطع الطريق مشيا الى وسط
المدينة وكانت الارض رطبة وترابية والبرق الذي كان يرسل ومضات ضوء خافتة كان ينذر بهطول مطر غزير لكنه لم يبال مادام يلبس معطفه الواقي من المطر..... . .
استمر في جر قدميه بوهن شديد فما هو الا عجوز قارب 80 من عمره .وقد اعتلت وجهه صفرة شديدة و
سقطت اسنانه الامامية كما لو انها تعلن استسلامها في وجه القدر اما عنياه فكانتا حادتين كعيون الصقر رغم كبر سنه .
توقف قليلا ليسترد انفاسه وكان ذلك مقابل لواجهة محل ثياب مغلق .التفت وامعن النظر في ملامح وجهه المتناقضة التي كانت القبة تخفي شيئا منها واستمر في المشي
حتى بدا المطر بالتساقط على شكل رذاذ منعش جميل لكنه تحول الى سيول جرفت معها بعد الطين
وهو لايزال يمشي بعكس اتجاه الرياح **
ساعتان من المشيئ كانت كفيلة بدب الاعياء في كامل جسمه فتقدم من باب المقهى الوحيد المفتوح في هذه الساعة وهذا اليوم تحديدا ولكنه كان مغلقا من الداخل .فالتفت خلفه واشرع النظر في سديم السماء وينصت الى الحن المحزن الذي كان تمايل اوراق الاشجار يصنعه . ووجد نفسه يقواوم اعياءه الشديد ويتجه مباشرة الى الشمال وتوقف عند قصر شاهق ذا حديقة غناء رفع بصره
بحسرة وتامل البيت لفتره لكنه تراجع عندما راى صاحب البيت يخرج
بسيارته المرسيديس السوداء فقال بهمس موجوع والندم يخالج صدره حيال كل ماقام به في الماضي

قتل .سرق .دمر . خرب .نصب . خان .كذب.استغل.لكنه الان نادم

لم يشعر بالندم الا عندما اصبح الندم لاينفع

وقد اجرم القدر بحقه كما اجرم في حق الكثيرين : من الاحمق الذي سيصدق انني كنت صاحب هذا القصر
*******
دوام الحال من المحال