منتديات مسك الغلا | al2la.com - عرض مشاركة واحدة

**شَغَف** · 05-30-19, 01:42 AM

هذه المرة ليس نصاً أدبياً،
شيءٌ من الذاكرة:

" 6:30 am "
ترتجِفُ أوصالها وهي بمنتصفِ الطريقِ للخروج من منزلها إلى المدرسة جرّاء صوتِ طرقات مُرعبة على باب المنزل ، تتسمّر قدماها عرض الأرض ، أتعود أدراجها لتوقظ أحدهم أم تذهب لتفتح الباب بنفسها؟!، أرادت أن تكمل الطريق لولا أنها رأت والدها يمشي بخطىً متسارعة نحو الباب ، والذي ما أن فُتِح حتى دَخَل الحَشد الذي أسمته يومها بـ"يهود بنو قريظة" .

يَجلِس بصمتٍ تاركاً لهم المجال بالبحثِ عن اللا شيء ، يتناولُ إفطارَهُ برويَّة بينما يقتلونَ أنفسهم بالبحثِ بطريقتهم المعتادة التي تُدمِّر كل شيء ، حتى المكاتب والأسقُف المستعارة وتلك الرفوف التي دُمِّرت بالكامل ، كلما غادروا إحدى الغرف زاد اشتياطهم غضباً ، وتدفَّقَ الأدرينالين أكثر حتى يكادُ يُفجِّر عروقهم .

لكن أحدهم راودتهُ فكرة أن الحظ قد ابتسم له أخيراً وهو يرى كيساً كبيراً يحوي مسحوقاً أبيض اللون ، يقولُ في نفسه :
-هي مادة متفجرة أو يُصنع منها المتفجرات بلا أدنى شك ، هو يستعملها في ذلك ، سأحظى بشأنٍ عظيم لدى جماعتي بعد اليوم .
يتوجَّه بخطىً ثابتة نحو رجل البيت ليرفع صوتهُ وهو يخاطبه:
-ماهذا ؟! .
-اسمنت ابيض !
-لا تكذب !

صمت ،
بينما أتى آخر ليتحقق منه ليجده بالفعل "أسمنت أبيض" ،
موقفٌ محرجٌ للغاية ،
كان لابد عليه من أن يبحث عن شيءٍ آخر .. وأخيراً وجده ،
وبصوتٍ أعلى من ذي قبل يقول:
-ماهذا؟! .
-بطارية لابتوب معطلة .

من خلفِ الكواليس أقول:
-أو ربما صاروخ باليستي من نوعٍ حديث لم يُختَرَع بعد ، يا رَجُل .. لو أنني بمكانَك لَسَكَبتُ على نفسي وقوداً وأشعلتُني .

سأموا من البحث ، قرروا أن يُكملوا البحث بإخلاصٍ و إتقان كلاً في بيته ، لذلك ساقوا السيارات والأجهزة المحمولة معهم ، لأن الله "يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يُتقنه" ، فنعم الاتقان ، ونعم العمل ، ونعم أخلاق ما أنجبته لنا إيران ، نعم الإنتاج.