الموضوع: نوافذ نـــور ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-10-19, 03:58 AM   #22
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  يوم أمس (07:11 PM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الأبيات
المقدمة
((ضياع مشاعر))
((1))
فمــان الصّمت يــا كلّ الكلام الّلي على الخاطر
مَعــاد البــال يفتح لك مِثِل أوّل نــــوافذ نـــور

((2))
ولا عــادَ الورق يغري بياض إحساسك الطّاهر
وأكيد الصّمت به حكمة إذا صار الحكي مكسور

((3 ))
كبيرة كذبة الشّــاعــر هنــا يــا ظلّــيَ الشّــاعــر
وأشوف الشّمس تقراني بعيـن الكاذب المعــذور

(( 4 ))
ألا كيــف الشّعــور الحيِّ يصبح حيِّ ، ويكابــر !
وأنــا بـــاقـــي أحايلني أفصّــل للشّعور / شعور


كم هنا المشاعر متبعثرة ’ تحاول أن تصدق كذبتها التي قصتها ’ محاولة اقناع غير مقنعة ’ فقد لاذت شاعرتها بكل أحاسيسها بالصمت ’ لقد اتخذت من الصمت مان ومأمن للكلام المعبر عن أحاسيسها ’ نحن نقول دائما " فمان الله " لشخص نستودعه في حفظ الله ورعايته ’ كأن الكلام المحمل بكل الأحاسيس أصبح يطلب ذلك الحفظ في صمته ’ هناك خطب ما ’ هناك حدث غير مرغوب أخرس الكلام المحبب لشاعرته بشاعريتها ’ وعلى مضض احتمت بالصمت ’ حيث الكلام أصبح موجع ’ حيث الآمال وقفت عند حدوده ’ حيث نيل المني بالمحبة لم تحققه كما تريد هي ’ فكل الذي على الخاطر ما هو ؟؟؟ إنما هي أحاسيس محملة بدفء المشاعر ’ كلها له وبه ومعه ’ ومن السياق العام يفهم ذلك ’ هنا يطل علينا عنوان القصيدة بكل ثقله الذي جاء في روعته مناسبا لأجوائها ’ مغايرا لمعناه ’ حيث أن البال ضاق ’ والخاطر قد كُسر ’ وما أقسى كسر الخواطر ’ فكل ما بها ضاق ’ كيف لا ؟ ’ ومن يشغل البال بأكمله هناك عله أو سبب يحول بينهما ’ وكم كانت تكتبه هو ’ كان هو مصدر الفرحة الداخلية ’ لذا كان كل ما بداخلها يشع نورا ’ ويفتح نوافذ لا نافذة لذلك النور ’ لحظة لأتوقف هنا ’ هذه الحالة واقعية الإنسان عندما يكون فرحان من الداخل ’ يرى كل ما حوله سعيد ’ يرى الدنيا بأسرها بخير ’ ونور في كل الأرجاء فسي عز الظلمة ’ فنقول مثلا " الوجه اليوم منور " ما هو إلا انعكاس لنور ما بداخلنا ’ حتى العيون تكون مشعة ’ بها لمعة غريبة ’ ذلك هو الفرح بعينه ’ فاليوم لظرف حال بينهما ’ لم تعد تلك النوافذ موجودة ’ لأن الداخل هو الحزين ’ هو من أحس بظلمة البعد والفقد روعة جدا هنا ’ كما تأتي بعد ذلك لتعبر عن شعرها ’ فترمز للورق حيث الشاعر يخط كلماته على الورق ’ فاليوم ما الذي يجذبها لعالم الكتابة الشعرية ؟ لا شيء فقد كانت تكتبه هو ’ فاليوم تكتب من أجل من؟؟ فلا يعنيها غيره ’ ولا يغريها بالكتابة عن سواه ’ فمن ملك القلب ’ ملك كل شعور حسي مرتبط بها ’ فرحها وحزنها ’ رغبتها وعدم رغبتها في الكتابة الشعرية ’ هنا شيء انطفأ ولم يعد كالسابق ’ وروعة هنا جدا ’ لنكمل " إحساسك الطاهر " هنا تعبر عن مشاعرها نحوه الطاهرة فهي هنا تشير لحب عذري ’ لصدق مشاعرها لا كذبها بها ’ لذا فهي بعيدة كل البعد عن الدنس ’ تراها علاقة طاهرة نقية ’ بها مشاعر متدفقة بعفتها نحوه ’ هنا جاء تأكيدها أن السكوت أفضل من الكلام ’ طالما أن الكلام لا يأتي على هواها ’ ويكسر خاطرها ’ ويؤذي مشاعر عاطفية طاهرة ’ ولم يكن الكلام الذي كُسر ’ هو القلب المحب النابض بذلك العشق هو من كسر ’ حتى بات ملتزما بصمته ’ عاجزا عن بث تعابيره ’ فالكلام وصفه بالكسور ’ وكأنه كلام لا يرقى لأن يباح به .
ولكن يا لها من سخرية كبيرة كل ما فات ما هو إلا ترهات وكذب ’ في حقيقتها تعلم ذلك ’ وتعلم جديدا من الصعب تصديق كذبتها ’ لأنها لا زالت تكتبه ’ لا زالت تذكره ’ ومن يُذكر ’ ويكتب وإن أدعى التغافل ’ هو أشد ما يكون في خضم الإحساس ’ كيف لا ؟ وهو من ملك الإحساس ’ هنا تعلم أن تلك الكذبة غير صحيحة ’ لا بل هي كذبة كبيرة ’ فمشاعر متوقدة لا يمكنها أن تموت كما تدعي ’ حتى ظلها وهو متكون عنها يشهد على تلك المشاعر ’ مادياتها ومعنوياتها تشهد قمة الروعة يا " الوهج " ’ ثم تأتي لذكر الشمس ذكرت الشمس لأن الشمس بها الوضوح ’ وكأنها تكشف ماهيتها الداخلية ’ وكون الشمس تقرأها أيضا هنا فخر بشاعريتها ’ فالشمس هي من تعكس نورها للقمر والأرض ’ هنا فخر مبطن بشاعريتها ’ ولكن رغم ذلك تمنحها الشمس العذر ’ هنا للدلالة إن ذلك الظرف فرض على تلك العاشقة الولهانة فرضا ’ مجبرة هي لذا حتى الشمس تعاطفت معها ومنحتها العذر ’ روعة روعة روعة .
ثم تنتقل لتوضح هي تحاول أن تتفاوض مع ذلك الشعور ’ مع مشاعرها الجياشة ’ وتحتال عليها لتصدق أنه لم يعد يعنيها ’ بأن تمنح شعورها لباس آخر لم يعتده ’ ليلبس ذلك القناع ’ ليتلبس شعور آخر ’ لتحاول أن تحتال عليه ’ رااائعة يا الوهج،
الصور والأساليب والمحسنات:
( فمــان الصّمت ) : استعارة شبهت الصمت كمن يحتمى به ’ الغرض أن الكلام لم يعد مجديا في عاطفتها .
( يــا كلّ الكلام ) : أسلوب انشائي طلبي ’ نوعه : نداء ( يا ) ’ الغرض منه : بيان كثر الأحاسيس ككثرة ذلك الكلام " شدة المحبة والوله "
( مَعــاد البــال يفتح لك مِثِل أوّل نــــوافذ نـــور ) : استعارة تشبيه البال وكأنه بيت له نوافذ ينفذ من خلالها النور ’ الغرض منها : بيان الحزن الذي اعتراها ’ وكناية عن الحزن النابع من الداخل .

( يغري ) : استعارة شبهت الورق بفاتنة تغري ’ الغرض منها : بيان عدم الرغبة في كتابة الشعر .
( بياض إحساسك الطّاهر ) : كناية عن الحب العذري .
( الصمت ) ( الحكي ) : طباق إيجابي لبيان أن الكلام لم يعد قادرا على التصدي للظرف الذي حال بينهما .
( الحكي مكسور ) : استعارة شبهت الحكي كشيء يكسر ’ الغرض منها : بيان خاطرها المكسور ومشاعرها المتألمة .
( يــا ظلّــيَ الشّــاعــر ) : أسلوب انشائي طلبي ’ نوعه : نداء ( يا ) ’ الغرض منه : بيان أن كل ما يمت لها بصلة يهواه ويعشقه .
( الشّمس تقراني ) : كناية عن الفخر بشاعريتها ’ وكناية عن وضوح أحاسيسها وشفافيتها .
( وأنــا بـــاقـــي أحايلني أفصّــل للشّعور / شعور ) : كناية عن محاولة الوهم بتبديل الشعور .
روعة بل في قمة الروعة تنوع رائع ’’