06-10-19, 04:03 AM
|
#25 |
| | 
(( عطاء بلا حدود ))
(( 9 ))
وأنــا الّلــي بـــس يقـــراك بسكــون الّليـل ويحاذر
ضجيجه يجــرح أنفــاس الهدوء بصوتك المغرور
(( 10 ))
وأنـــا الّلي بــسِّ لا نــادوا سحابك / جيتك الماطر
وأنا الّلي بــسِّ فــي عــزّ الهجير بـداخلك ممطور
(( 11 ))
وأنا الّلي بــسِّ مــن صمته يجي مجروح ومغاير
مثل صوت الجفاف الّلي تساقط من صداه زهور
نأتي لباقة من الأبيات ’ وقد هدأت موجة الثورة والغضب ’ لتلجأ للغة العاطفة والتذكير ’ فلماذا هي غير عن الكل؟؟؟ ولماذا هي علامة فارقة في حياته؟؟؟
لأنها هي من تفهمه ’ هي من تستطيع قرأته وكأنه كتاب مفتوح سها ’ وتختار أرقى الأوقات وقت السكون ’ وقت الليل ’ والليل بالذات يناسب العشاق ’ فالعاشق ليله سهر ’ يكابد فيه مشاعره ’ يناجيها ’ يسامرها ’ لذا كان الليل هو الوقت المناسب لقرأته ’ هو الوقت الذي يهدأ به كل شيء إلا ثورة مشاعرها نحوه ’ لذا تختار الوقت الساكن بقرأته ’ وكأنها تغوص في أعماقه ’ حيث أنها تشير لتلك الأنفاس التي يحتويها ’ تلك الأنفاس التي تمازجت مع غرور الصوت صوته هو ’ وهنا إشارة لعتبها على البعد منه ’ كما أنها تشير لغطرسة ما به ’ لكن مع ذلك تخاف حتى عليه من أنفاسه ’ فهي تراعي مشاعره ’ وتحتويه ’ لدرجة خوفها عليه حتى من صوت أنفاسه عليه ’ وبالطبع هنا صيغة مبالغة لتدل على مدى أهميته في حياتها ’ مدى تقديم مشاعره ’ مدى الاهتمام الغير طبيعي به ’ لدرجة وصلت تخاف على نفسه من أنفلسه ’ روعة جدا رسم تلك الصورة من المعاناة بحرفية متقنة تليق بكِ برسم إحساس الكلمة .
ثم تأكد أنه تعلم غاياته وتلبيها قبل أن يلبيها الغير ’ كيف لا ؟؟؟ وهي أقرب إليه من الكل ’ فهو لو كان له حاجة بيدها قضتها قبل أن يفعلها سواها ’ وكأن عطاءها تلك السحابة ’ وأي سحابة ’ سحابة كرم محملة بالأمطار لترويه وتلبي احتياجاته ’ حتى في أقسى الحالات وأحلكها هي كتلك السحابة في عز حرها وقحطها وجدب أرضها ’ فعطاءها ما له حدود ’ روووعة روعة روعة ’ وتكمل رغم تقصيره في حقها ’ ورغم ما تحسه من ذك ’ ورغم ما بها من جروح هو سببها ’ لكن تدمح الزلة ’ ويأتي صمتها ذاك المجروح ’ ولا يعبر عن حقيقته بل يتصنع على عكس ما به ’ في عز إجحافه ينسى ويغفر ويواصل العطاء ’ كذلك الجفاف تماما يهدي زهر ’ رغم الجفاف والزهر لا يتوافقان ’ لكن توفيقهما جاء معها ’ من أجله حتى سنن الكون تتغير ’ من أجله فقط رووووعة ,,
الصور والأساليب والمحسنات:
( يقـــراك ) : كناية عن الفهم العميق به .
( ويحاذر ضجيجه يجــرح أنفــاس الهدوء ) استعارة ’ شبهتي الضجيج كآله حاده والأنفاس كجسم مادي يُجرح ’ الغرض منها : بيان مدى الاهتمام الدقيق بأدق تفاصيله ’ وإبعاد الكدر عنه ولو على حساب النفس .
روعة ,,,
|
|
|
|