الموضوع: إحتفاء الجرح
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-19, 03:49 AM   #19
الجادل 2018

الصورة الرمزية الجادل 2018

آخر زيارة »  اليوم (01:11 AM)
المكان »  ♥🇶🇦♥ بنت قطر ♥🇶🇦♥
الهوايه »  تأسرني معاني أسامرها تحت ضي القمر
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




المقدمة
(( الخذلان ))
( 1 )
ودّك إن صبري على طول الطريق
ما انخطف لونه ولا حسّه طفي

( 2 )
كنت اظن إن كل من مرّو صديق
ولا بقى غير أنت يالصمت الوفي


يبدأها شاعرها بأمنية بأمل بحب برغبة ’ ولكن ما هي تلك الرغبة التي استخدم لها كلمة تعبر عن المحبة ((ودك )) فالود وده في ماذا ؟؟؟ وده وكانت رغبته جدا شديدة ’ أن يكون له نفس أطول ’ وجلد أكبر ’ فقد وصل لمرحلة الصبر الذي نفذ صبره ’ وهل ينفذ الصبر من الصبر ذاته!!! عندما تطول المدة ’ عندما يتكالب الظرف يمل الإنسان ’ فيحس كل ما حوله نفر منه ’ حتى ذلك الصبر لم يستطع اكمال مشوار الطريق معه ’ وكم هنا روعة الصورة في سلب ألوانها ’ فالصبر بات كشخص عليل مريض سقيم ’ فانخطاف اللون دلالة على الشحوب الذي ينم عن مرض شديد ’ وأي مرض؟؟؟ وهو يوجد في عالم عاشق يشعر بشعره سقم ومصيبة أكبر من تلوين عالم عشقه ’ هكذا هو صبر العاشق طويل النفس بقدر ’ وقصير جدا بنفس آخر ’ طويل بتحمل الحبيبة ذاتها ’ لكنه هنا لا يدل على صبره على دلع أو غنج محبوبته ’ بل هو شقاء البعد ’ أطلب من العاشق أن يصبر في كل أمور حياته سيصبر ’ إلا ظرف البعد عدوه اللدود هو ’ العاشق لا يمتلك مفاتيح الصبر ’ يطلب الفرج في الآن واللحظة ’ لكنه مع ذلك للظرف ذاك تحامل وصبر ’ حتى سقم ومرض ’ حتى زال كل ما يعبر عنه ’ صوته والله على الروعة هنا (( طفى )) دائما هذه الكلمة تشير لمفهوم سلبي جدا ’ حيث أن الصوت كان يتمتع بحيوية ودلاله (( طفى )) كأن تلك الحيوية ذهبت عنه فهو سقيم و مظاهر الحياة قي سُلبت منه ,, وليكمل خيبات الأمل ’ ويكمل سرد حكاية الخذلان ’ بكلمة (( الظن )) الظن لا يرقى لليقين بل هو متأرجح بين الشك ويقينه ’ لكنه مع ذلك قدم حُسن النية ’ وكأن الأخلاق هنا تتمثل بأحسنوا الظن ’ كان يقدمه بدليل خال كل من مروا بدربه أصدقاء ’ والصديق ذخر لوقت الشدة ’ لكن كل ذلك نُسف أمام (( ما بقى )) فالظن قد خاب وأخذ مظهره الأخر ’ أخذ الجانب السيء ’ وكم هنا القسوة كبيرة ’ أن تمنح الثقة لمن لا يقدرها ’ و تسبغ عليه مفهوم الصفوة ’ ليتناقص ’ وللأسف تناقص الكل ’ لكن السؤال المحير هنا أين كان مجال الخذلان بالذات ؟؟؟ لا نستعجل فشاعرنا في جعبة قصيدته العجيب من الأمر الذي سيرشده في حكايته تلك ’’ لكن لحظة لنعد للخلف قليلا فقط عن كلمة (( ودك )) ولماذا عدت لها حرف (( ك )) ضمير المخاطبة المتصل ’ هناك من يخاطبه العتيم ’ من يشاطره الألم والأسى ’’ لتخبرنا أداة الاستثناء ما هو إلا (( الصمت )) الذي ظل وفيا لا شيء سواه ’ وهل الصمت صديق ؟؟؟ قد خاب ظننا ’ لا يوجد أحد يشاطره الألم ’ فلا نعجب قد خاب ظن شاعر الحكاية من قبلنا ’ الإنسان عندما يشعر بكمية خيبة الأمل فيمن حوله ’ يلجأ للصمت يحاوره في سريرته ’ هكذا كان العتيم في محاكاه الصمت ’ ماتت الرغبة في محاكاة البشر ’ فماذا جنى منهم ؟؟؟ الخذلان ’ ليكن إذا الصمت هو المحاور الآخر ’ ليكن هو ذاك الوفي ’ ليأتي به الخيال ويجسده هو ويحاكيه ’ فهو وفي يستمع ويستمع ’ ولا يكل ولا يمل ’ روعة هنا جدا ’ كمية من الحزن المثقل وبشدة ’’
الصور والأساليب والمحسنات :
(( ودك )) :
كناية عن الرغبة الملحة .
(( صبري على طول الطريق )) : استعارة ’ شبه الصبر كإنسان يقطع الطرق ’ الغرض منها : بيان بلوغ مرحلة عدم الاحتمال ’ فالصبر مل من نفسه ,,
(( انخطف لونه )) :
استعارة , شبه الصبر كإنسان عليل يشحب لونه ’ الغرض منها : بيان السقم لشاعر القصيد ’’
(( حسه طفى )) :
كناية عن فقدان الحيوية وحب الحياة وفقدان الأمل ,,
(( يا الصمت الوفي )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء (( يا )) ’ الغرض منه : بيان أن لم يبقى برفقته سوى ذلك الصمت الذي التزم به ,,
روعة الصور ومتنوعة في آن واحد ’’