06-11-19, 03:53 AM
|
#21 |
| (( احتفاء الجرح ))
( 6 )
والله إن ما هو بمارد في بريق
يظهر إن حبّيت ولّا يختفي
( 7 )
لكن اذكر زين يالصبح الأنيق
لا جفاك الليل دونك معطفي
( 8 )
ويا عظيمه ما معي عذرٍ يليق
لا غدى همّي بجرحي يحتفي
وصلنا لمنتصف الطريق ’ نعم هو الذي سيرد به عنوان القصيد ’ هنا الجرح الذي لا يندمل ’ هنا وبعد وصف لهفة لقا ’ يقف على ذاك الظرف الخفي ’ ويبدي سخريته من تحقيق ما يشاء ولكنه عاجز عن ذلك ’ فهو لا يمتلك قوة خارقة ’ أو أسطورة تحقيق الأماني ’ لحظة هنا الروعة جدا جميلة ’ توظيف الأساطير الخيالية في سياق أبيات القصيد جاء بذكاء ’ فالشاعر يتمنى أن يكون عالم الخيال حقيقي ’ لكنه يظل عالم أسطوري وخالي ’ وتمنى أن يكون كذاك المارد الذي ياما سمعنا قصته في حكايات أسطورية مارد الشبيك لبيك ’ مارد لم يأتِ إلا لخدمة من يحك المصباح ’ لكنه يسخر فيقول ’ والله ليست لدي تلك الخاصية متى ما حبيت تتحقق رغباتي ’ لكنه يستدرك بعد سخريته بجدية بها ملامح من شهامة موقف ’ فيذكرها ويناديها (( بالصبح الأنيق )) الصبح واردفه بالأناقة للدلالة على التفرد هنا جميل لما تترادف الألفاظ في سياق أنيق ’ فيقول لها يا من تبدد ظلمة العتمة بأناقة وبذخ الحضور ’ إن حصل وجفيتكِ أنا حيث يرمز لنفسه بالليل ’ حتى وإن هو جفاها من سيقتص منه ’ هو سيقتص من نفسه ’ هو من سيحقق الأمن لها ’ فهي في حمايته منه ’ الله وروعة ’ فالمعطف ملتصق بملكية صاحبة ’ لحظة لماذا راق لي كثيرا استخدام (( معطفي )) ياء الملكية تدل أن ملكية المعطف تعود لصاحبها " العتيم " والمعطف به ستر لما تحته ’ فعندما يقول لها : فداكِ ودونكِ معطفي وكأنه يقول حمايتكِ تقع عليَ ’ فهي أغلى من الذات حيث سيواريها عن الأنظار ’ من باب الغيرة والمحبة والعشق روعة جدا ’ ثم يضعها في أعلى قمة من قممه وهو يشير (( يا عظيمة )) والشيء العظيم عالي المقام ’ هنا يقدم لها كل ما بدر منه من بعد إنما كان لذلك الظرف ’ فهو لا يمتلك عذر سواه ’ وهو يلوم نفسه للدلالة أنها تستحق الأفضل لمواجهه ذلك الظرف ’ لكنه أيضا من الواضح أن السبب والظرف ليس هين ولا سهل بل هو صعب وصعب جدا ’ وكأن ذلك الهم يحتفل بجرحه ’هنا أتذكر (( الطير يرقص مذبوحا من الألم )) باختصار الشاعر هنا كان قمة في تمثيل هذا المعنى وروعة ’’
الصور والأساليب والمحسنات:
((يظهر \ يحتفي)): طباق إيجابي للدلالة أن عالم الأساطير قد انتهى ’’
((يا الصبح الأنيق)): أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه: نداء (( يا )) ’ الغرض منه : بيان فخامة حضورها ’’
((لا جفاك الليل)) : استعارة شبه الليل كأنه إنسان يجافي ويبعد ’ الغرض منها : بيان أنه دوما في صفها حتى ضد نفسه ’’
((دونك معطفي )) : كناية عن حمايتها ’’
(( يا عظيمة )) : أسلوب إنشائي طلبي ’ نوعه : نداء (( يا )) ’ الغرض منه : بيان مكانتها العالية المقام ’’
((همي بجرحي يحتفي)): استعارة شبه أن الهم يحتفل ’ والجرح كمادة قابلة للاحتفال بها ’ الغرض منها بيان مصيبته الكبيرة بعشقها وعدم تحقيق مبتغاها ’’
روعة جدا هنا التنوع والنوعية، |
| |