عرض مشاركة واحدة
قديم 06-13-19, 09:22 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:08 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي الأخوة الإيمانية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخوَّة في الله ليستْ مجردَ كلمة تلفظها الأفواه، ولا لحنًا يتغنَّى به الشعراء؛ بل هي معنًى عظيمٌ، ودين يُرجى من الله ثوابُه، فأهلُ المحبَّة في الله على منابر النور في المحشر،

يَغبطهم لأجلها خيرُ الخلق على الإطلاق؛ فقد روى الترمذيُّ وغيره من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه قال: سمعتُ رسول الله - صل الله عليه وسلم - يقول:

((قال الله - عز وجل: المتحابُّون في جلالي لهم منابرُ من نور، يغبطهم النبيُّون والشهداء)).

وجعل الله الأخوةَ فيه أوثقَ عُرى الإيمان؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما روى الطبراني من حديث ابن عباس:

((أوثقُ عرى الإيمان: الموالاةُ في الله، والمعاداةُ في الله، والحبُّ في الله، والبغضُ في الله))[1]، فإذا رأيتَ الرجلَ يُحِبُّ في الله، ويُبغِض فيه، فاعلم أن هذه علامة إيمان فيه، وفضلٌ عظيم من الله وُفِّق إليه،

فالمحبُّ في الله وصل منزلةً من الإيمان جعلتْه يقود رغبتَه وميلَ قلبِه، ويثني طِباعَه وما جُبلتْ عليه نفسُه، لتصبح منقادةً لما يحبه الله ويرضاه.


فالأخوةُ في الله عبادةٌ تتطلب منا نيَّةً خالصة لله - تعالى - وبما أن النيات تتقلَّب؛

فإن للشيطان دورًا كبيرًا في تقلُّبها، والعمل كلما كانت مقاصدُه عند الناس أكثرَ، كان عن الإخلاص أبعدَ، وللشيطان إليه مداخل كثيرة،

والصحبةُ من أكثر الأعمال اختلافًا في المقاصد بين الناس؛ لأن الصحبة مفطورٌ عليها كلُّ إنسان، والناسُ كلهم إما صاحب أو مصحوب؛

لكن تتباين مقاصدُهم، وتختلف مطالبُهم، كاختلاف ما بين السماء والأرض، فكلها دنيوية؛ ما عدا صحبة المتآخين في الله، فالناس يصحب بعضُهم بعضًا؛

إما لأجل كسبٍ مالي، أو مطمعٍ في منصب، أو لقصد شهوة من شهوات النفس، والنفس تشتهي راحتها، التي تتحصل في أمْنِها في الوطن،

وغناها في المال والسكن،

وإشباع ما فُطرتْ عليه من استئناس بحديث، أو لهو أو لعب، أو ضحك ومزاح



أهل الأخوة في الله يحبُّ بعضُهم الخيرَ لأخيه كما يحبُّ الخير لنفسه،

ففي خير الدنيا يُؤثِرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة،

وفي خير الآخرة يتناصحون ويتعاونون عند لقائهم بعضهم ببعض، ويَدْعون لبعضهم البعض عند افتراقهم بأنْ يجمعهم الله عنده على سُرُرٍ متقابلين،

فيؤمِّن المَلَك على دعائهم؛

جزاء من جنس العمل.


(حمدان بن راشد)

دمتم بعافية