06-20-19, 04:55 AM
|
#16 |
| | 
المقدمة
(( مشاعر مستفيضة ))
1
اكتب اذا به جفا واصدود
ولا تباطيت خلاني
2
ان كان باب الوصل مسدود
اكتب من اعماق وجداني
لقد كان المقدمة مهمة لشاعرها ’ لذا لجأ عن طريقة تعبيره كشاعر ’ فالشاعر تعبيره بشعره ’ قد يكون شفهي أو تحريري ’ لكنه هو بين حالات الكتابة وأول تلك الحالات أهمية ’ وأولها في سُلم ألويات شاعرها هي الصد والهجران من قبل من هواها القلب ’ وهو أمر واقعي للغاية ’ فغاية العاشق أن يظفر بود من هواها القلب ’ والصد والهجران عكس المبتغى والمراد ’ لذا هي أقسى الحالات التي تحده على الكتابة الشعرية ’ فالصد والجفا يولد أحاسيس تعاكس رغبة من يهوى ’ وليس غاية العاشق أن يجافي من يهواها ’ بل على العكس يبعد عن جو الهجر والجفا والمشاحنات ’ فتلك الأجواء تأجج المشاعر ’ بصورة غير مرتبة في تفاصيلها ’ صورة الفوضى التي يضيع بها الذي يهوى ’ يعاني شعور الفقد وهو أقسى المشاعر تربك حياة العاشق ’ لكن لأتوقف هنا أيضا لماذا لجأ الشاعر (( لأكتب )) ولم يقل مثلا أقول الشعر ’ لسبب مهم جدا إن التدوين أو التوثيق للأمور المهمة ’ لهذا كانت الكتابة أصدق تعبيرا ’ وأدق ’ وكأنه إقرار على الذات بتلك الحلات روعة جدا ’ كما يكمل الشطر الثاني أيضا أنا أكتب أي الشاعر في حالة أخرى والحالة الأخرى أيضا تخص المحبوبة كركن أساسي ’ فهو يكتب إذا (( تباطيت خلاني )) فالشاعر يسيل حبره إذا أحس الوقت شديد البطء ’ الوقت يكون بطئ جدا في الانتظار ’ في الترقب ’ عندها تكون مشاعر الشوق وصلت ذروتها ’ فكم هو الوقت ثقيل من غير الأحبة ’ ويمر بسرعة البرق بوجودهم ’ وأرى المحبوبة على رأس الألويات ’ حيث الشطر الأول من الصد والهجران والجفا يخص من يعشق ويهوى بالذات ’ لكن (( خلاني )) جمع نعم المحبوبة على رأس الألويات لكن هناك خلان آخرين ’ أحباء أقل رتبة ربما بالكثير في الترقب والشوق ’ لكن أيضا يحس الإنسان بفقدهم مثل : الأصدقاء ’ الأخ ..... إلخ ’ لكن لماذا افترضت أن المحبوبة على رأس القائمة؟؟؟ علاوة على الشطر الأول كما أسلفت كدليل ’ أيضا هنا منطقية أخرى الشخص عادة الصديق أو الأخ يواجه كثير ’ قد يسافر أو يزعل فترة أو أو ’ لكن المشاعر تجاه المحبوبة بها علاقات توثيق وتقريب ’ فإذا وقع البطء وقعت علامات استفهام كثيرة لماذا؟؟ ومتى العودة؟؟؟ و و و ’ كثيرة الأسئلة المثارة وقتها ’ هنا تبدأ مشاعر الشقاء ’ هنا يبدأ التعبير الأقوى للشاعر ’ حقيقة راق لي بشدة هذه المشاعر المستفيضة من بضع كلمات أحسنت وبشدة ’’
وننتقل للبيت الثاني في تريب منطقي غاية في الروعة بين البيتين الأول ’ والثاني ’ نشوف البيت اللي في غاية غاية الروعة ’ واللي يدلل أكثر على ما ذهبت إليه في البيت الأول ’ باب الوصل قد يناسب من يا تُرى ؟؟؟ من يهواها القلب ’ و وصف لها باب ذي التعبير جدا رائع ’ وكأن الباب الذي أغلق كان باب يدر عليه نعمة كالرزق تماما ’ وهنا الروعة جميلة في معنى التعبير ذاته ’ لما شخص عندنا يعبر بالعامية ويقول أحس الدنيا أسودت بوجهي ’ أحس كل البيبان مسكرة بوجهي ’ هنا يعبر عن أمر جدا عظيم ’ وكأنها مأساة عمر ’ حيث بوصل المحبوبة الرخاء والدنيا مفتوحة بكل الأبواب على كل مصارعها ’ لكن بالهجر خلاص تسكرت الأبواب ’ أصبحت الحياة مغلقة ضيقة ’ واللهي تعبير جميل لا نستغربه من صاحب المنال ’ لنرى الأشد روعة في الشطر الثاني من البيت الثاني (( من أعماق وجداني )) ’ روعة التعبير هنا فائقة هجر المحبوبة وصدها والمشاعر التي رافقتها ’ جعلت المشاعر على أهبة الاستعداد ’ وحيث العشق وتدفق المشاعر يكمن بالقلب ’ فهو يلامس العاطفة والوجدان ’ والعمق هنا دليل على إن حالة الكتابة جاءت من أقصى نقطة لها ’ من أشد صور الشوق ’ من منطقة صعب أي حد يلامسها ’ باختصار لأن ليس كل مسموح له بالوصول لتلك المنطقة ’ إلا من امتلك مشاعر تلك المنطقة ’ أبدعت هنا أحنا بكلامنا العامي نقول أنا أحب أعطي من قلب ’ دليل على الإخلاص ’ دليل على ذلك العمق راق لي المعنى جدا ’
الصور والمحسنات والأساليب:
(( جفا واصدود )) : ترادف ’ للتأكيد على الموضوع الهام في أولويات الكتابة ’’’
(( تباطيت خلاني )) : كناية عن ثقل مرور الوقت ’’
(( باب الوصل مسدود )) : استعارة ’ شبهت أن للوصل باب ’ الغرض منها : بيان تأثير الصد والهجر وانعكاسها على المشاعر بالضيقة ’’
((اعماق وجداني )) : كناية عن الكتابة تعبيرا عن صدق المشاعر ’’
روعة ’’’
|
|
|
|