الموضوع: نظرة في شرود..
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-19, 09:00 AM   #25
ملهم

الصورة الرمزية ملهم

آخر زيارة »  04-16-24 (02:52 PM)
المكان »  في ملاذ يصعب علي ان اجده..!
الهوايه »  لم يعد هنالك ما يلفت الانتباه او يهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجادل 2018 مشاهدة المشاركة

" جحود "
2
ما فهمتيني سنين بتفهميني من جديد
وفق الله من بغا له ينطق الحق ويجود

3
التقينا في ليالي موتها ماهو بعيد
والأماني ما تجدد فالمواقف او تزود

4
السوالف والمزوح وأجمل الوقت السعيد
روحت من يوم قلنا مرحبا بك يالجحود

وما أجمل باقة الأبيات هنا وهي تصف عذابات مشاعر ’ عذابات من قد يعذر الجميع إلا من هواها القلب ’ حيث هي بالذات مطالبة أن تبادله الهوى بالهوى ’ هنا في بداية الأبيات نبرة سخرية مغلفة بحزن ’ فمعرفتها به لأعوام عديدة ’ فما هو المطلوب منه ’ هنا يتبادر طلبها مهلة لتفهمه ’ فكان الاندهاش والاستغراب الذي أثار سخريته وغضبه ’ فكل تلك السنين لم تفهمه ’ كل تلك السنوات لم تكن كفيلة أن تعرف خصاله ’ وطباعه ’ فهي الآن ستبدأ من جد وجديد تدرس كل تلك الخصال والطباع به ’ هنا يستنكر عليها ذاك الوضع فيقول ساخرا : إذا لم تكن كل السنوات التي مرت كفيلة بمعرفتك من أنا ’ فستكون سنوات جديدة كفيلة بذلك!!! ينفي ذلك كله ’ وبعد ذلك هناك حسم للأمر يقول لها : فليكن التوفيق فال من أراد الحق وسعى لها رااائع هنا راق لي جدا ’ الدعاء هنا أيضا به معنى خفي معنى أنها هي تماطل بالباطل وليس الحق ’ فهو يرى الحق معه ويجانبها ’ هنا استفزاز جديد أيضا ’ مبتغى العاشق لنيل الهوى بعد كل تلك السنين يلح عليه ’ فصبر العاشق قصير وأقصر مما نتصور يومه بسنة فكيف وإن مرت سنوات فعلية ,, رائع ,, ولنتوقف لحظو " ويجود " الجود صفة الكريم طيب هنا الكرم بماذا ؟؟؟ هنا الكرم المعنوي بالمشاعر ما أراده الشاعر ’ وإن كان المعنى الظاهر إن الله يجازي الكريم بالمال والإكرام بالضيافة ’ لكن الأخلاق تقدم على ما سواها ’ فبغية الشاعر هنا بيان كرم المشاعر رائع جدا ’’
ثم يسرد حكايته معها تلك الجاحدة لكن من سياق الأبيات لا زالت تستوطنه ’ كم كان الليل كفيل بلقاءات جمعتهما ’ قد تكون عابرة ’ قد تكون كطيف ’ قد تكون وقد لكنها كانت جامعة ’ ولكن انقطع ذاك اللقا والسبب هي ’ وانقطاعه ليس بالبعيد من الزمن ’ " ما هو بعيد " وأرى حتى إنها كم ليلة وكيف جاء التقدير؟؟؟ قلت سابقا العاشق إنقاعه عن من يهوى لو كان أيام قليلة تمر بثقل ’ فما بالنا بالتطاول والطول ’ لذا لا تتعدى البضع فهي أيضا كبيرة على نفس عاشق تيمه هواه ’ وكم كانت رائعة الصورة في إلقاء صفة " الموت " على الليالي التي من دونها ’ وكأن الحياة مصدرها هي ’ مصدرها لقائها ’ هي حياة عاشق إذا ’ رائع ’’’ وببعدها وبموت اللقا انقطعت الأمنيات ’ كل أمنيات العاشق هنا جُمعت بأمنية متفردة وهي نيلها هي ’ ودام المراد هذا لم يتحقق فكل امنياته تلاشت’’ رائع رائع رائع فالليالي تموت ’’ الأماني تتلاشى ’’ كل حياة الشاعر ذات مركز ومحور وحيد تمثل بها ’ كما هنا بداية تذمر فلا يوجد جديد يحرك ذاك الركود فالمواقف الحالية لم تطور العلاقة لم تمنحها الجديد أو الإضافة فالحياة رتيبة مملة ’ رغم أنه واقعيا الحياة كل ساعة بها تجدد وتجديد ’ لكن العاشق يعزل نفسه عن العالم بأسره ’ حيث عالمه محبوبته ’’ رائع ’’
وبقية الحكاية حكايته معها بعد لقاءه معها تغيرت حياته ’ انقلبت رأسا على عقب ’ فحياته كانت سعيدة قبل وجودها ’ قبل أن تدخل حياته ’ قبل أن يلمح تلك العيون التي ستأتي على ذكرها في باقة الأبيات القادمة ’ حياته كانت مزح وحكي مع من حوله ’’ إلا أن دخلت تلك التي وصفها بالجاحدة في حياته ’ قلبت الموازين ’ أصبح عكس حاله تماما ’ فلا حكي يطيب ’ ولا مزح يستهويه ’ ولا حياة ’ بعدها ’’ وهو واقع لمن أحب حتى أسره هواه ’ وكم رائع ذكر الآتي " مرحبا " هنا صيغة الترحيب وكأن تلقيها كان في غاية الترحيب ’ حيث الإنسان التي تهلي وترحب به مرغوب في حكايتك ’ وهو واقعي ’’ وكلمة " الجحود " دلالة على انكار الجميل ’ لكن لندقق أي جميل هنا ؟؟؟ العاشق عندما يفرط في تقديم مشاعره للطرف الآخر ’ عندما يأخذ منه راحته ’ عندما يسهر ’ ويشقى من أجلها ’ يرى كل تلك المشاعر تستحق أت تبادل بمثلها ’ لدرجة أنه يلغي رغبة الاختيار للطرف الآخر ’ فيرى كل ذلك الحب يستحق أن يبادل بمثله ’,, وعدم المبادلة تعني الجحود رائع جدا تصوير مشاعر العشق الذي وصل لأقصاه بتلك الطريقة إبداع هذه الباقة عموما ’’’

الجادل 2018
في كل قراءة لك لم يشغلني الان كم من الفلسفة العميقة بل والشاسعة في مساحات قلمك اللامتناهية فكأنك تفتكين بالقصائد عفوا تستفردين بها وكأن قلمك اصبح كالسجان المتمكن من سجينه وينظر اليه يفكر ايما يشاء او يفعل به!
أو تصبح القصائد كالمريض الذي يأتي الى الطبيب كي يصف له العلاج المناسب فيشخص حالته ويفحص ما به ثم يعطيه الوصفة المناسبة لحالته!
فلسفة قلمك لا تبحث في اعماق كلماتنا فحسب بل انها تطورت الى ابعد من ذلك فكأنها تتحدث معنا شخصيا كأنها الام مع احد ابنائها وهي تعرف ما لديه من اسرار وتعرف ما يدور في ذهنه فتتناقش معه وتحاوره بشكل واثق يدفعها لذلك فهمها الدقيق لابنها لانه باختصار ابنها!
ماذا اقول في هذا الكم من البحث الموضوعي في كلماتي لقد انطقت كل حرف من حروفي وجعلتيه يتحدث!