الموضوع: أطهر ذنوبي .
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-26-19, 06:52 PM   #4
سعود .

الصورة الرمزية سعود .

آخر زيارة »  05-02-24 (04:19 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء الثاني
في تلك الليلة لم ينم أحد منا سوى طفلتنا بعد أن هدأ روعها
عند الصباح خرجت كعادتي لعملي ولكن لطلب أذن للسماح لي بعدم حضوري
وعندما وافق المدير عدتُ إلى المنزل وجدتها تتناول الإفطار
جلست بجوارها وقد هدأت عما كانت عليه بالأمس قد بدا لي ذلك
من نبرة صوتها الهادئ وهي ترد السلام
أخبرتها أني أريد اصطحابهما لنزهة طوال اليوم
رأيت ابتسامتها وهذا مانتظرته عندما أخبرتها
استعدت في نشاط وفرحه رأيتها بعينيها كلما وقع نظري عليها
استعدينا للخروج ولم نكن نعلم أنه الخروج الأخير
لم أعلم بعدها أي شيء سوى ابتسامتها وهي تنظر بالخلف لابنتنا
وحدث كل شيء فجأة
بعد شهر كامل عدت لوعيي لم أتذكر حينها أحداث الماضي
كانت غرفتي لا تخلو من عائلتي وأصدقائي ولكن كنت أشعر بغرابة ما
لا أعلم لما
بدأ التدليك الطبيعي لقدميي وبعد أسبوعين بدأت أمشي بخطوات متعثرة
بواسطة عكاز مساعد .
بدأت بعد شهر بالمشي دون عكاز وبدأ الصداع يشتد علي
وبدت لي مشاهد لا أعلم ماهي تتوالى علي
وفي يوم جديد وقبل مجيء عائلتي
شعرتُ بضيق شديد في قلبي وصداع
وبعدها بساعات بدت المشاهد تتوالى ولكن بصورة أوضح
بدأت بالصراخ وأنا اسأل عن زوجتي وابنتي
اكتظ المكان بالممرضات وبدأوا بحقني بإبرة مهدئ
لم أشعر بعدها بشيء
استيقظت لا أعلم بأي وقت
رأيت الطبيب يقرأ في أوراق المعاينة
طلبت منه أن يخبرني بما حدث
أخبرني بالحادث الذي أصابني قبل شهرين
وإني فقدت الذاكرة مؤقتاً
صمت قليلاً
وأخبرني بصوت حزين عن وفاة زوجتي و طفلتي
ألتزمت الصمت وأنا اسمع كلماته عن الصبر
لا أعلم متى خرج
بعد وقت ليس بطويل أتوا عائلتي وكأن الطبيب أخبرهم أني استعدت ذاكرتي وإني
علمت ما حدث لزوجتي وابنتي
بدأوا بحديث السلام المعتاد والسؤال عن الحال
وسردوا أحاديث عدة هروباً من حديثي
وأنا في صمت غير مصدق لما حدث
ولكن نظرة عمي الحزينة كانت تخبرني بصدق وفاتهما
ومع ذلك لم أبكي ولوقت طويل بدأت استوعب ما حصل
بدأت أراقب حديثهم
ولا أعلم هل التي توفت غريبة عنهم أم أنهم نسوهما
قاطعت حديث من كان بجواري
كيف لقتلة مثلكم بالاستمتاع هكذا
كيف لقتلة مثلكم بالارتياح
نظرت لعمي بغضب
كيف لك بمصافحة قاتل ابنتك
لم يكن ردهم على صراخي وغضبي سوى
مناداة الطبيب لحقني بإبرة أخرى
لا أعلم أهو خوفاً علي من نوبة الصراخ
أم أنهم لا يريدون ان اخبرهم بحقيقتهم
خرجت من المستشفى
ولم يُفتح الموضوع إلى وقتي الحالي
وأنا بقيت بعيداً عنهم
بقيت بذكرياتي تلك
وارتياحي أنها ذهبت دون أن اطلب العفو منها
فلأبقى بذنبي الطاهر
ولأبقى مقيداً به
لأني لا أعلم أتلك الراحلة
غفرت لي أم لا ؟
ولتبقى حبيبتي التي تطلقت بعيدة عني
فذنبي أكبر من أفرح بها
كزوجة لي .
والقيد سيبقى موثق برقبتي
مالم اقطعه ))
أغلق دفتر خاله وهو يستعيد ذكرى خبر وفاة خاله الصادمة
والذي دخل المصح بعد وفاة زوجته وابنته بعد عام واحد .
فقد كان سعيداً جداً أنه سيمسك حالة خاله المرضية فهو دكتور نفسي
ولم يكن يعلم أنه سيكون سبب في هلاك خاله
فقد رأى خاله بعد سنوات وشعره المبعثر ونظراته التي طالت عليه
وطيف ابتسامة لاح في وجهه وهو يقول
: ألست ابن اختي تركي
صوته أعادني للوراء عندما كنا في العيد وكان هو من يصطحبنا لدكان الحي
ويتجاذب معهم أحاديث عده جميعها مضحكه
اقترب من خاله ومد يده لمصافحته وقد شده
كيف باتت أظافره مجروحة محاطه بدماء
تبادلا أطراف الحديث قليلاً
بعد عدت لقاءات مع خالي بدأت أتعرف عليه أكثر
كان سعيد بقربي منه وكأنه يشعره بالأمان
لا أعلم لما عائلتي تتجنب الحديث عنه
ودائماً تردد على أسماعنا أن خالنا قد توفي
اذكر مقتطفات ضبابية لصغر سني
أذكر أنه طعن جدتي
ومرة سكب الماء الحار على عاملة لولا لطف الله ومن ثم تدخل خالي الاكبر لاحترقت العاملة كانت تبكي بخوف وخالي يضحك بشدة
وصفع أمي مرة مشاهد عدة كانت مشاكله وهو كشخصه بات مخيفاً للجميع
اجتمعت العائلة على رأي واحد وهو
(أن يودعونه بمصح نفسي)


 

رد مع اقتباس